تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الحصاد السوري على الجبهات كافة...

مجتمع
الأربعاء 27-5-2015
غانم محمد

كأي طلقة تغرّد في صدور الإرهابيين فإن أي حبة قمح تنتجها أرضنا المباركة هي حصن منيع يردّ كيدَ من اعتدى ويعزّز صمودَ من عشقَ الحياة وأخلص لها..

الحصاد هذه الأيام على كافة الجبهات، بعض هذا الحصاد خاضع في نتائجه لتقلبات العرض والطلب فموسم البطاطا على سبيل المثال ألحق ببعض المزارعين خسائر واضحة حيث سعر بيع البطاطا هذه الأيام أقل من التكلفة وهو ما أتعب حسابات العديد من الفلاحين الذين كانوا يعولون عليه الشيء الكثير، فإضافة إلى تدنّي إنتاجية هذا الموسم بشكل عام، وكثرة الأمراض التي أصابته فإن أسعار البيع في سوق الهال لا تقترب من الحدود الدنيا لكلفة الإنتاج.‏

حصاد تسعة أشهر من الدراسة انتهى بالنسبة لتلاميذ الحلقة الأولى من التعليم الأساسي وعلى وشك أن ينتهي بالنسبة للصفوف الانتقالية وعلى بعد أمتار من نقطة الانطلاق بالنسبة للشهادة الثانوية وللمرحلة الجامعية، وهذا الحصاد تحكمه أمور شخصية وأخرى موضوعية منها ما يتعلق بالمنهاج ومنها ما يرتبط بالظروف العامة ومنها ما يعود إلى قدرات كل طالب واستعداده الشخصي وقدرات وظروف أسرته إلى آخر الأسباب التي تتداخل لتؤثر على الطالب سلباً أم إيجاباً ونتمنى بالمطلق أن يكون حصاد هذا الموسم خيّراً على الجميع..‏

لكن ألا نتحدّث عن الحصاد الأهمّ، الحصاد الذي ينجزه جيشنا البطل في كلّ مكان ألا يدلّ على أن البذار جيدٌ والتربة صالحة والزارع ماهرٌ؟‏

تتناقض الأخبار التي نسمعها كل لحظة وقد تأخذك هذه الأخبار إلى حالة من الضعف واليأس لكن حذارِ أن تستسلم لهذا الضعف ولا تحتاج لتبدده إلا استحضار خمسين شهراً من الصمود الرائع لك كواحد من الشعب العربي السوري العظيم..‏

جيشنا العقائدي البطل اختار عنوانه وامتطى عزيمته واختار تحالف الشعب مع شرعيته ومع قراره ومنذ أن فوّضه الشعب لمهمة الدفاع عن وجوده وعن مستقبل أولاده وعن مؤسساته ما انفكّ هذا الجيش يزرع البطولة ويحصد النصر والشهادة، ولن يحيد عن درب يلتقي فيه مع أهله وشعبه.. لا نتحدث عن نصرٍ مطلق لأن عدونا ضعيف، بل على العكس فإن هذا العدو مدعوم من كل قوى الظلم والظلام في العالم، ونعيقهم على فضائيات العار الهدف منه إبقاؤنا في مكان الحيرة إن لم يستطيعوا نقلنا إلى مركبهم ولهذا فإن إصغاؤنا لأبواقهم قد يشوّش رحلتنا الواثقة والتي لا تغيّر من جوهرها تقلبات الميدان فالحرب وكما قال السيد الرئيس ليست معركة واحدة بل مجموعة معارك قد نخسر إحداها لكننا ننتصر في معظمها، ومع هذا فإن قوى الإرهاب تعتمد أسلوب الاحتماء بالمدنيين لتحقيق بعض مآربها ولأن الظلام عنوانها فإنها تتسلل تحت جنحه في حين يحرص الجيش العربي السوري على سلامة الأبرياء وعلى إخراجهم من مناطق العمليات ولو أدى ذلك إلى خلخلة خطته أو تقوية موقف المجموعات الإرهابية لأن هدف الجيش في النهاية هو حماية أرواح أبناء سورية فيما تكون المجازر بحق المدنيين من أطفال ونساء وشيوخ هي عنوان دخول المسلحين إلى أي مكان!‏

في الرقة أبرياء تحنّ قلوبنا لمعانقتهم، وفي جسر الشغور أبطال أشاوس سجلوا بصمودهم اسطورة البطولة، وتدمر التي عزّت على الروم وعلى غدر الزمان لن تسمح لهؤلاء المارقين أن يعبثوا بتاريخها آو يهزموا عبقها فهي مملكة زنوبيا التي انحنى لها الروم إجلالاً وهي من بلد ما انحنى يوماً إلا لله بدعم شعبه وجيشه فابشري يا عروس المدائن، أنتِ في القلب منّا، و لئن أدماكِ يومٌ فإن أياماً قريبة ستحمل لكِ بشرى النصر بإذن الله.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية