تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


توعية أطفالنا .. التحدي الأصعب الذي يواجه الأهل

مجتمع
الأربعاء 27-5-2015
فردوس دياب

ما أحوج أبناؤنا اليوم في ظل هذه الظروف العصيبة التي يمر بها الوطن حيث تكالبت علينا إلى إعادة تأهيلهم وبنائهم من الداخل حتى يواجهوا ويحافظوا على صمودهم الكبير أمام تلك الهجمة الشرسة التي يتعرضون لها

بعد أن هاجمتنا الوحوش البشرية من كل حدب وصوب من أجل ذبحنا ونهشنا واغتيال ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا الذي يمثل أبناءنا وأطفالنا روحه وجوهره و وقوده وذخره الثمين الذي يتوجب الحفاظ عليه و حمايته وتحصينه من كل تلك المحاولات المحمومة والمسعورة لأعداء الوطن التي تستهدف أجيال المستقبل لإضعافهم وإفشالهم، وبالتالي اغتيال دورهم في حماية الوطن وبنائه والذود عن قيمه ومقدساته وقيمه وتاريخه وكل ما هو جميل وطاهر على ترابه.‏

تنمية قدرتهم..‏

ويبدأ تحصين أبنائنا ضد هذا الغزو الأجنبي المتكالب على وطننا بمختلف أطيافه وأشكاله وأجناسه وشرائحه بإعدادهم وبنائهم بالشكل التربوي الصحيح الذي يرتكز و يقوم على قواعد ومبادئ صحيحة تستمد أُسسها وأصولها وحواملها الأساسية من القيم الوطنية والأخلاقية والمجتمعية التي تربينا عليها وتعلمناها من آبائنا وأجدادنا، وبالتالي تعميم ثقافة بناء الطفل في كل البيوت والمدارس والمراكز التربوية المختصة.‏

ونقصد بـ (ثقافة بناء الطفل ) تنمية قدراته بمختلف أشكالها ومستوياتها سواء أكانت جسدية أو فكرية أو روحية تنمية متناسقة ومتكاملة على مدار مراحل حياته، انطلاقا من آلية تطور الإنسان، ذلك إن بذور الثقافة التي نزرعها في نفوس وعقول أطفالنا ستثمر في مرحلة المراهقة والشباب ويجني الأهل غلالها التي تتنوع بحسب نوع وقيمة وأهمية تلك البذور التي زرعها الأهل .‏

فكلما كانت تلك البذور طيبة المنبت غنية بالمبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية كانت ثمار تلك البذور بذات المستوى لجهة غناها و زخرها بالقيم الوطنية الأصيلة وفي كثير من الأحيان تتفوق تلك الثمار على بذورها لجهة جودتها وغزارتها بأصول القيم والأخلاق التي تنتج وتصنع إبداعات وانجازات وبطولات وتضحيات بلا حدود.‏

وعي الأهل..‏

من هذا المنطلق فإنه يتوجب على الأهل إدراك أهمية مرحلة الطفولة خاصة في هذه الظروف الاستثنائية التي تتطلب جهودا مميزة وجبارة و وعيا كبيرا استثنائيا يحتوي ويعالج كل الثغرات والأخطاء والأمراض التي أرختها ظروف الأزمة ويملأ كل الفجوات التي راكمتها وكرستها زحام الأسئلة والتساؤلات والاستفهامات التي يعجز الأهل عن الإجابة عليها أحيانا أمام استثنائية اللحظة ومتطلباتها التي تستوجب كما أسلفنا وعيا استثنائيا يحتضن ويلامس كل الأوجاع و الآلام التي خلفتها الأزمة ورائها.‏

وعليه فانه يتوجب على الأهل أن يأخذوا بعين الاعتبار ماهية القيم والمبادئ والأفكار التي يجب أن يعلموها لأطفالهم في هذه المرحلة التي يجب أن ترتكز على المحبة والإخاء والتآخي والتلاحم والتعاضد والفداء والتضحية تحت مظلة حب الوطن والدفاع والذود عنه أمام كل المخاطر والمحن والأعداء الذين يحاولون النيل منه كل لحظة، وان يعمل الأهل خلال وأثناء تعليم أبنائهم تلك القيم والمبادئ بضرب أمثلة و وشواهد حية على تلك القيم والمبادئ التي يعلموها لأطفالهم حتى تترسخ في عقولهم ونفوسهم حتى لا تبدو سطحية وفارغة ومجرد حشو للمعلومات يتراكم دون فائدة ويزول ويتسلل من الذاكرة مع مرور الوقت.‏

تضحيات جيشنا ..‏

ولعل قيام الأهل بسرد ملاحم البطولة والتضحية التي يسطرها جيشنا الباسل كل لحظة على أطفالهم من شأنه أن يساعد في زرع وترسيخ القيم الوطنية في وعيهم الذي لا يزال قيد التشكل، ومن شأنه أن يضفي على عملية تثقيفهم وبنائهم حالة من الروحانية المفرطة في ملائكيتها وإنسانيتها وهو الأمر الذي يجذب أطفالنا إلى تعلم وحفظ وتعزيز مبادئ وقيم المحبة والتآخي والفداء والتضحية وحب الوطن، ويؤهلهم من جهة أخرى إلى التمييز بين الخبيث والطيب ونبذ كل الأفكار والثقافات الغريبة والدخيلة التي يسودها ويطبعها التعصب والتطرف والقتل والإرهاب.‏

ما نطمح إليه وقد تعلمنا من هذه الأزمة الكثير الكثير هو خلق جيل واع ومثقف مسلح بمبادئ وقيم الآباء والأجداد القائمة على المحبة والتسامح والتآخي، جيل يسكن الوطن في فؤاده، جيل يتصدى لكل الغزاة المستعمرين الذي يستهدفون وطنه، جيل لا يمكن لأي عدو أو مستعمر أن يخدعه أو أن يشتريه بعرض من الدنيا قليل أو كثير، جيل واع يفتح عقله وقلبه لكل ما هو وطني ويغلقهما لكل ما هو عكس ذلك.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية