تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


العزف على أوتار العجز

نافذة على حدث
الأربعاء 27-5-2015
فؤاد الوادي

رغم محاولاتها البائسة للخروج من المنطقة الفاصلة التي عزلت نفسها فيها، لا تزال الإدارة الأميركية تواصل سعيها المحموم عبر المراوغة والمداورة تارةً والتصعيد المسعور تارةً أخرى

لتحقيق أي اختراق أو تقدم ينقذها من جحيم تلك المنطقة التي تشكل حداً فاصلاً بين الاعتراف بالهزيمة والعجز الصارخ عن تحقيق أي تحول أو تغير في موازين القوى، وبين التهور والجموح نحو المواجهة المباشرة وما تحمله تلك المواجهة من ارتدادات وتداعيات تطال المنطقة والعالم برمته.‏

وفي كلتا الحالتين تدرك الأخيرة أن حربها خاسرة وهزيمتها واقعة لا محالة بعد أن سقطت معظم خياراتها ورهاناتها في ساحة المعركة كنتيجة طبيعية لعاملين أساسيين، الأول صمود وبسالة الدولة السورية شعبا وجيشا وقيادة، والثاني حماقة الأدوات وغرورها المفرط الذي بدا متورماً جداً والذي لا يزال يقودها إلى الفشل والهزيمة في الميدان برغم كل ذلك التحشيد والتصعيد المسعور بمختلف أشكاله وألوانه وجبهاته الذي يتزامن مع التسويق الممنهج إعلامياً و سياسياً وعسكرياً لـ (انتصارات كبيرة) على الأرض لا تقدم و لا تؤخر لجهة قلب الموازين والمعادلات.‏

خلف تلك المحاولات الأميركية المحمومة، يمكن فهم السلوك الأميركي النشط خلال الأيام القليلة الماضية الذي يهدف إلى اللعب بالوقت بدل الضائع، ومن ثم إعادة ترتيب الأولويات على ضوء المتغيرات والتطورات المتسارعة التي ينتجها عجز أدواته كل لحظة في الميدان، و ربما هذا ما يشرح ويفسر سبب الجنوح الأميركي المفاجئ نحو الحضن الروسي و دعوته إلى ضرورة مساعدته في فرض الحلول السياسية في سورية واليمن.‏

بمطلق الأحوال تبقى الغاية الأبرز للسياسة الأميركية في هذه المرحلة التي تغيب ملامحها وعناوينها حتى اللحظة هي تعزيز حالة الفوضى والضياع التي تعطي للأميركي مساحات واسعة لالتقاط الأنفاس و فرص جديدة للمناورة على أكثر من محور و جبهة، وبالتالي الحفاظ على تموضعه وموقعه كآمر وحيد لجميع غرف عمليات الارهاب وممسك لكل خيوط اللعبة والتحكم.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية