من أجل ترسيم حدود الكتل الاستيطانية الكبرى في الضفة الغربية وردت موغيريني على اقتراح نتنياهو بأن تصريحاته غير كافية ، مضيفة أنا معنية أيضاً بأن أرى خطوات على الأرض تدعم تصريحاتك وتظهر الالتزام .
وكان نتنياهو تراجع -في مؤتمر صحفي أعقب محادثاته مع المسوؤلة الأوروبية- عن موقفه الرافض لإقامة دولة فلسطينية، ولكنه اشترط اعتراف الفلسطينيين بـ»يهودية» الكيان العنصري المحتل كي يدعم حل الدولتين، في تصريحات بدت مغايرة لتصريحاته خلال حملته الانتخابية بمنع إقامة دولة فلسطينية وبتكثيف الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة وهو ما أثار انتقادات واشنطن.
وفي هذا السياق ذكرت صحيفة هآرتس الصهيونية ان الهدف الأساسي لنتنياهو خلال اجتماعه مع موغيريني، كان إظهار استعداده وتطلعه لاستئناف المفاوضات آخذاً بعين الاعتبارعدم ثقة الاتحاد الأوروبي به فيما يتعلق بالموضوع الفلسطيني ؛ وأوضحت الصحيفة ان نتنياهو قلق جداً من الاستعدادات الجارية في بروكسل لفرض عقوبات على(إسرائيل) مثل وضع علامات خاصة على بضائع المستوطنات المصدرة إلى أسواق الاتحاد الأوروبي وأيضاً المسعى الفرنسي لاستصدار قرار من مجلس الأمن الدولي يضع أسساً لحل الدولتين.
واشارت هآرتس الصهيونية الى أن خطوة ترسيم الحدود الاستيطانية من شأنها تحديد الأماكن التي يسمح لـ(اسرائيل) بسلبها ومواصلة البناء الاستيطاني فيها والتي ستضم للكيان الصهيوني في إطار أي اتفاق مستقبلي.
وفي موضوع ذي صلة تطرقت صحيفة «معاريف» الصهيونية الى أن حكومة نتنياهو تواجه اليوم أربع مشكلات رئيسية في مجال السياسة الخارجية وأمن الاحتلال وهي: اتفاق التفاهمات بين الدول العظمى وإيران حول الملف النووي، وشبكة العلاقات مع إدارة أوباما، والتقلبات في المنطقة والتهديدات النابعة منها، والقضية الفلسطينية.
وعلى صعيد متصل شكك وزير الخارجية في السلطة الفلسطينية رياض المالكي بنيات نتنياهو قائلاً: إن حكومة الاحتلال الصهيوني هي حكومة مستوطنين وحكومة يمين متطرف بُنيت على الرفض المطلق للمفاوضات التي تؤدي إلى قيام دولة فلسطينية وهي ترفض وقف الاستيطان والانسحاب من الأراضي المحتلة .
وأضاف المالكي: نعتقد أن نتنياهو من خلال سياساته الكاذبة والملتوية سيحاول إقناع المجتمع الدولي ، بدءاً بمسؤولة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي، بأن حكومته عكس ما يقال عنها من خلال هذه التصريحات، هو يريد أن يكسب الوقت وأن يحاول الخروج من العزلة الدولية التي وضع نفسه فيها من خلال هذه التصريحات..
من جهته قال صائب عريقات مسؤول ملف المفاوضات في السلطة الفلسطينية إن دعوة نتنياهو للتفاوض حول حدود المستوطنات في الضفة الغربية مرفوضة جملة وتفصيلا, وأضاف عريقات: إن نتنياهو إنما يريد تشريع الاستيطان غير الشرعي أصلاً فلسطينياً ودولياً، وطالبه بالإعلان عن وقف الاستيطان وقبول صريح لمبدأ حل الدولتين كي يتم التفاوض على الحدود بينهما إذا كان جاداً بالعودة إلى المفاوضات.