تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


آليات التأقلم

علوم وبيئة
الثلاثاء 4-9-2012
د.طالب عمران

تؤكد البحوث العلمية التي أجريت منذ بداية هذا القرن، أن العضو الذي لايستخدم يضمر، وأن العضو الذي يستخدم كثيراً يزداد نمواً وقوة..

وقد تابع العلماء في دراساتهم المتتالية لهذه النتائج المهمة، تطور الحيوانات عبر ملايين السنين قبل أن يطبقوا بعض هذه النتائج على الإنسان..‏

فالديناصورات انقرضت مثلاً في بعض بقاع الأرض، نتيجة ازدياد حجومها لدرجة أبطأت حركتها، وجعلتها تقع في فخ أعدائها بسهولة..‏

كما أن الطيران لمسافات بعيدة، والتعشيش في أعالي الجبال جعل للطيور الجارحة الضخمة، أجنحة قوية تمتد طويلة على الجانبين..‏

ولأن البط تعلّق بالمياه والحياة فيها، وقلّ طيرانه بالتدريج، فإن قدرته على الطيران لمسافات كبيرة، قد تضاءلت، حتى انعدمت في عصور متقدمة..‏

لنتصوّر ماالذي يحدث لو استخدم اللسان كثيراً على حساب التفكير الذهني والثقافة والمعرفة؟ أو لو استخدمت الأذنين في التنصت ومتابعة أسرار الناس ماالذي سيحدث مثلاً؟‏

قد يطول اللسان على حساب ضمور الدماغ، أو قد تطول الأذنين وتتضخم على حساب الدماغ أيضاً..‏

يؤكد العلماء أن الحلم، خبرة تفيد صاحبها فكثيراً مايحلّ المرء مشكلة في الحلم.. وحين ينام المرء يخف تأثير المثيرات الخارجية لكنه لايزول..‏

وقد يحلم أنه يقترب من نجم يستعد لابتلاعه.. أو ربما حلم بالشمس تقترب من الأرض اقتراباً مخيفاً فينهض مرعوباً يخفق قلبه بقوة وسرعة تقارب الـ (140) نبضة في الدقيقة..‏

ولاشك أن للإحساسات الداخلية الناجمة عن أعضاء الجسم وأجهزته المختلفة، أبلغ الأثر في حدوث الحلم وأحياناً الكابوس..‏

ولكن ماذا عن الاستبصار بالحلم؟ كأن يرى الإنسان حلماً ينبئ بحدث قبل وقوعه؟ ماذا عن حلم اليقظة الذي يقفز به الإنسان فوق الزمن؟‏

ماذا عن رؤية أناس في أمكنة بكل التفاصيل، دون أن يكون لهؤلاء الناس تواجد في حياة من يراهم؟ ماذا عن القفز فوق الأحلام؟‏

يؤكد العلماء أن تجاويف الدماغ وفراغاته لها وظائف نشطة في عمل الدماغ.. ولعل تجويف الغدّة الصنوبرية، هو تجويف فريد من نوعه، ومعلوم أن كل الغدد الصم تحوي تجاويف تتبادل الذبذبات مع المناطق الأخرى في الجسم..‏

وتجويف الغدة الصنوبرية يعتبر قناة اتصال خارجي، شأنه شأن سائر التجاويف إلا أنه مركز الاتصال الرئيسي بالعالم الباطني، علماً أن الطب بكل فتوحاته مازال يجهل كنه هذه الغدة وحقيقتها ووظيفتها الباطنية..‏

والتهاب السحايا هو التهاب الغشاء الرقيق الشفاف الذي يغلّف الدماغ كله، وإذا مااشتد الالتهاب دخل المريض في غيبوبة طويلة قد لايستيقظ منها.‏

فوظيفة الغشاء وقائية بالمعنى الشامل للكلمة، فالذبذبات أو التموجات التي ترد الدماغ تمر من خلال هذا الغشاء وتنقّي وتلّطف.. وكما ينقى الغشاء المخاطي في الأنف، الهواء من الغبار، ويعدّل حرارته قبل دحوله الرئتين، فإن غشاء الدماغ تماثل وظيفته غشاء الأنف، إذ إنه يعمل على تنقية الذبذبات الأثيرية..‏

وهو يلطفها ويخفف حدتها قبل دخول الجسم أما الذرات الضارة التي تعلق بالغشاء فحرارة الجسم والصحة السليمة التي يتمتع بها والهالة الأثيرية المحيطة به إضافة لعملية التنفس والتعرق كلها كفيلة بإحراق هذه العوالق وتنظيف غشاء السحايا الرقيق الشفاف.. ولكن ماذا لو سلطت جراثيم من نوع معين على هذا الغشاء؟‏

تمكّن علماء الهندسة الوراثية من إدخال جين بشري صناعي عليه شفرة تكوين مركب يسمى (بالانترفيرون) إلى خلية بكتيرية وسرعان ماتكاثرت الخلايا البكتيرية المحمّلة بهذه المادة وكأنها معمل لإنتاج (الأنترفيرون)‏

والأنترفيرون، بروتين نادر يزيد من مقاومة الخلايا لغزو الفيروسات وثبتت فعاليته في علاج بعض أنواع السرطان، وقد أدّى إنتاج الأنترفيرون إلى فتح آفاق جديدة في علاج أمراض مستعصية تصيب الإنسان..‏

بالطبع للهندسة الوراثية طموحات كبيرة، فبالإمكان استخدام الـ(DNA) المدموج بجينات أخرى في تشخيص الخلل الوراثي إما قبل الولادة أو بعدها.. وإنتاج هرمونات ومركبات كيميائية بواسطة الكائنات الدقيقة..‏

والتخلص من المخلفات العضوية الناتجة عن الصناعة، وتحضير لقاحات أكثر أماناً لبعض الأمراض المعدية الخطيرة..‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية