|
|
ســورية موئل لاستراحة اللقلق المهاجر علوم وبيئة
ولهذه الهجرات مساهمتها الفعالة في تأمين التوازن الحيوي في المناطق التي تتوقف الطيور المهاجرة فيها لتكون بذلك مسؤولة عن تأمين قسط مهم من استدامة البيئة السورية ومساعدة المزارعين في حماية مزروعاتهم من الكثير من الآفات التي تهددها وقد رصد أكثر من ثمانين موقعا لتواجدها في سورية من خلال برنامج رصد دولي قامت به عدة مؤسسات بحثية علمية. ويأتي على رأس هذه الطيور اللقلق الأبيض الذي يعتبر من الطيور المهاجرة القوية وهو طائر ضخم يصل طوله إلى 100/125 سم وطول جناحه إلى 155/200 سم ووزنه إلى 2.3/4.5 كغ،لون ريشه أبيض تماماً إلا نهاية أطراف أجنحته فهي سوداء بينما الارجل والمنقار بلون احمر. وطيور اللقلق الأبيض تتعرض الى تهديدات عديدة تشمل تصريف الأراضي الرطبة والتكثيف الزراعي وحوادث الاصطدام مع خطوط الكهرباء العامة واستخدام المبيدات الثابتة /مثل دي دي تي/ لمكافحة الجراد في إفريقيا واللقلق الأبيض من الطيور المسجلة في الاتفاقية الأوروبية / الإفريقية / الأسيوية للطيور المائية المهاجرة. وتعتمد اللقالق البيضاء في سلوكها ككل اللقالق على حرارة الهواء الساخن للطيران لمسافات طويلة ولها ميزة أيضاً أنها تتخذ من الصحراء الكبرى طريقاً لها لكنها تحتاج للوصول هناك ألا تطير فوق البحر الأبيض المتوسط البارد لذلك فهي تتخذ طريقين مختصرين إما شرقاً عبر اجتيازها سورية بعد عبورها مضيق البوسفور مروراً بشبه الجزيرة العربية ومن ثم الالتفاف نحو الصحراء الكبرى بإتباع مجرى نهر النيل أو تتجه من الغرب عن طريق جبل طارق وفي كلتا الحالتين يمكن للقالق الحصول على مساعدة الحرارة لإتمام كامل للرحلة وبالتالي توفير الطاقة.
ويتكاثر اللقلق الأبيض في المناطق الزراعية المفتوحة مع إمكانية حصول ذلك في المناطق الرطبة والمستنقعات وتبني اللقالق أعشاشها فوق الاشجار وعلى المباني والسطوح ويمكن إيجادها في كل مكان في أوروبا فوق الكنائس والبيوت وهو يتغذى على الأسماك والضفادع والحشرات /الخنافس في المقام الأول والجنادب والجراد والصراصير/ ولكنه أيضاً يأكل الزواحف الصغيرة والقوارض والطيور الصغيرة واللقالق البيضاء طيور صامتة ولا تصدر أصواتاً صاخبة إلا في أعشاشها. وتطير اللقالق إلى الجنوب من مناطق تكاثرها الصيفي في أوروبا في شهري آب وأيلول لتصل إلى إفريقيا حيث تقضي فصل الشتاء وتتجمع الطيور ضمن أسراب كبيرة قد تتجاوز الألف يتباعد بعضها غرباً الى غرب السودان وتشاد ونيجيريا وفي الربيع تعود الطيور إلى الشمال لتصل إلى أوروبا أواخر شهر آذار أو نيسان بعد رحلة تدوم 49 يوماً في المتوسط وتتم إكمال رحلة الخريف في 26 يوماً تقريباً والباقي لرحلة الربيع.
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
