وجدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف تأكيد موقف بلاده بأن مستقبل سورية يجب ان يحدده السوريون انفسهم و ان فرض أي شيء على السوريين من الخارج سيكون غير مثمر كما ان التسوية المفروضة من الخارج لن تكون راسخة.
واضاف لافروف في تصريح لوكالة نوفوستي نشر امس انه سيناقش مع نظيرته الامريكية هيلاري كلينتون المسألة السورية خلال لقائهما في قمة منظمة التعاون الاقتصادي لدول اسيا والمحيط الهادي ابيك التي بدأت اعمالها امس الاول في مدينة فلاديفوستوك الروسية معتبرا انه لا يوجد مبدئيا اختلاف في مواقف روسيا والولايات المتحدة حول المسألة السورية فكلا الجانبين يريد ان تصبح سورية ديمقراطية ذات نظام متعدد يحققه السوريون بانفسهم مع احترام كل الدول سيادة واستقلال ووحدة الاراضي السورية لكن الاختلاف يكمن في كيفية الوصول الى الهدف .
وأوضح لافروف: ان روسيا تقترح تسوية الازمة في سورية على ضوء الاتفاق الذي تم التوصل اليه في جنيف و الذي يقضي بوقف العنف وتعيين الاطراف المتنازعة لممثلين عنهم لمفاوضات وضرورة ان يتم حل كل ما يتبقى على طاولة المفاوضات بين السوريين انفسهم بينما الامريكيون يعملون أولا على تحديد مجرى الاحداث ويقترحون تنحية الرئيس وتشكيل حكومة انتقالية دون التشاور مع السلطات السورية الحالية أي فرض التسوية من الخارج مذكرا ان روسيا اقترحت على مجلس الامن الدولي التصديق على وثيقة جنيف لكن الولايات المتحدة رفضت ذلك.
المسؤولية عن تهديدات المجموعات المسلحة يتحملها المنفذون ورعاتهم على حد سواء
وفي سياق متصل أعلنت وزارة الخارجية الروسية أمس أن المسؤولية عن تنفيذ تهديدات ما يسمى الجيش الحر ستلقى على المنفذين ورعاتهم على حد سواء لافتة الى ان الدول الراعية للـ «المعارضة السورية المسلحة» والتي تحثها على رفض الحوار مع الحكومة ستكون امام مسؤولية كاملة في حال نفذت هذه التهديدات.
وقالت الوزارة في بيان لها نقله موقع روسيا اليوم ان الدول التي ترعى المعارضة السورية الراديكالية وتحثها على رفض الحوار مع السلطة تفضل الا تلاحظ ذلك وفي حال تنفيذ التهديدات الصادرة عن الجيش الحر فإن المسؤولية الكاملة عن العواقب لن تلقى على المنفذين المباشرين فحسب بل على رعاتهم أيضا.
وأعربت الوزارة عن قلق موسكو من تصريحات ممثلي ما يسمى الجيش الحر والتي هددوا فيها باعتبار مطاري دمشق وحلب هدفين عسكريين مؤكدة أن روسيا تصف مثل هذه التهديدات بأنها غير مقبولة اطلاقا لكونها تنتهك القانون الدولي وبالدرجة الاولى اتفاقية شيكاغو عام 1944 بشأن الطيران المدني الدولي وقالت: يعني كل ذلك من وجهة النظر الاخلاقية والقانونية أن المعارضين يقتربون من خط أحمر سيقومون بعد تخطيه بأعمال لا تختلف عن الجرائم التي ارتكبها تنظيم القاعدة.
وأضافت الوزارة انه من الضروري التأثير الحازم على قادة الجيش الحر للحيلولة دون اطلاق مثل هذه التهديدات ناهيك عن تنفيذها مشددة على ان روسيا توجهت بهذا الصدد عبر قنوات دبلوماسية الى دول بوسعها التأثير على المعارضة السورية المسلحة.
ولفتت الوزارة الى أن الاهداف المدنية والسكان المسالمين كانوا يتعرضون أكثر من مرة لهجمات من جانب المعارضة المسلحة السورية لافتة الى أن البيان الاخير الذي أصدره ما يسمى الجيش الحر يعني من حيث الجوهر أن الارهاب يتحول الى أحد الاساليب الرئيسية له.
بوغدانوف يبحث مع السفير
السوري في موسكو آفاق حلّ الأزمة
إلى ذلك بحث ميخائيل بوغدانوف الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الاوسط نائب وزير الخارجية مع سفير سورية في موسكو رياض حداد افاق حل الازمة في سورية بطرق سياسية سلمية.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان ان الجانبين تبادلا الآراء حول آفاق الحل السياسي للازمة في سورية عبر حوار وطني واسع على أساس خطة المبعوث الاممي السابق كوفي أنان وبنود البيان الذي تبنته مجموعة العمل حول سورية في جنيف.
كما بحث بوغدانوف مع السفير البرازيلي في موسكو كارلوس انطونيو دا روشا بارانيوس الوضع في سورية وحولها على ضوء مهمات ضمان دعم دولي متضافر للتوصل الى حل سلمي للازمة فيها.
واشار بيان للخارجية الروسية أمس الى ان بوغدانوف بحث أيضاً مع السفير البرازيلي القضايا الدولية الملحة.
وفد من المعارضة في موسكو اليوم
من جانب أخر قال بوغدانوف : ان ممثلي احدى مجموعات المعارضة السورية سيصلون اليوم الى موسكو وسيجرون مشاورات في وزارة الخارجية الروسية.
واضاف بوغدانوف في تصريح أمس: انه جرت دعوتهم لزيارة موسكو من قبل منظمات اجتماعية روسية غير حكومية وبما انهم طلبوا اجراء لقاء معنا فاننا سنتحدث معهم بارتياح مشيرا الى انه سيلتقي بهم اليوم الثلاثاء.