وقد صدرت طبعته الثانية سنة 1977 عن مؤسسة نوفل في بيروت وتحت عنوان «متى يتعشّى اللبنانيون» ص 175 كتب يقول:
من الأخبار التي رواها أحد المغتربين اللبنانيين القادمين لحضور مؤتمر جامعة اللبنانيين في العالم صيف سنة 1971 أن سائحاً أميركياً قدم يوماً إلى لبنان، ودعي إلى وليمة غداء على نهر البردوني في زحلة، مع جماعة من اللبنانيين، فجيء أولاً بالشراب والمازات متعددة الأصناف في عشرات الصحون التي تراكمت على المائدة فغطتها، حتى ظن الرجل أنها الغداء المقصود وتناول منها حاجته.
وبعد أن فرغ الموجودون من الشرب و«المزمزة» رفعت صحون المازة، وجيء بالطعام، فاستغرب الرجل - الأميركي - الأمر، إلا أنه اضطر إلى مجاراة الموجودين قدر استطاعته.
وعندما عاد إلى أميركا، صرح لإحدى المجلات عن انطباعاته، فذكر أن اللبنانيين أسخياء ومآكلهم لذيذة، لكن عندهم عادة مستهجنة، هي أنهم يقدمون وجبة العشاء فوراً، بعد الانتهاء من تناول الغداء.