المسرح.. نافذة ثقافية تحقق التواصل الاجتماعي
مجتمع الخميس 31-12-2009 آنا عزيز الخضر تتوجه أصابع الاتهام دوماً إلى وسائل التكنولوجيا الحديثة من تلفزيون إلى انترنت وغيرها بأنها تأخذ بإنسان العصر الحالي إلى العزلة الاجتماعية،
وتغيب التواصل الاجتماعي بقطعها الطريق على العلاقات الاجتماعية واللقاءات بأشكالها بما يفرضه طقسها الفرجوي ومتابعتها بأيسر الأسباب، وبالمقابل تبقى فنون أخرى ومنها المسرح تحتفظ بوظيفتها الاجتماعية على أكثر من صعيد إذ تجذب الناس وتستقطبهم حيث ترسخ تلك الفنون بتقاليد حضورها وطقوسها حالات اجتماعية متميزة لن تبدأ باللقاء والحضور بل هي مساحة لطرح كل ما يحصل في المجتمع والخلق لمناخ اجتماعي متميز لا يقف عند الدور الثقافي بل يتعداه إلى الدور الاجتماعي والفعالية الاجتماعية والتربوية فمتابعة المسرح يحقق تجمعاً اجتماعياً له خصوصية هذا عدا عن اهتمام المسرح بقضايا اجتماعية واسعة يحتمل أن تشمل مناحي الحياة الاجتماعية كافة وما تحمل من تنوع وغنى وعلى سبيل المثال لو القينا نظرة سريعة على أي عرض مسرحي وتمعنا في مقولته ومضمونه والتي عرضت في الفترة الأخيرة على سبيل المثال ، لوجدنا أنه يتقاطع مع الحياة الاجتماعية بجوانبها المتعددة وأوجهها بشكل مباشر وغير مباشر، مثلاً عرض/ السرير/ دار حول معاناة الإنسان الفقير وكيف ينعكس شقاؤه تعاملاً مع أسرته ليهرب إلى الأحلام ويبقى الأمل رفيقه للتغلب على مصاعب الحياة ومصاعب أسرته، مثلاً/ تقاطعات/ عرض مسرحي يتعمق في الأسباب النفسية والواقعية للجريمة، عرض آخر في نفس الفترة صراع الخير والشر ذاك الصراع الأبدي الذي يبلور تناقض الحالتين ويوجه كما يؤكد على أنه لا حياة للإنسان من دون قيم الخير كما في عرض /فاوست/ إذ يتضح من مجمل تلك المضامين المسرحية وغيرها من العروض أن المسرح تلك الأداة الثقافية هدفها ومرماها الأخير هو المجتمع وأفراد المجتمع بمشكلاتهم وقضاياهم مهما اختلفت أساليبه ومدارسه، بل الأنجح منها هو ذاك الذي يقترب من حياة الناس بشكل من الأشكال دون أن ننسى الميزة الأساسية اللقاء الاجتماعي عبره ليحقق طقساً حياتياً جميلاً ومتميزاً. عن دور المسرح اجتماعياً تحدث الأستاذ / جوان جان/ ناقد و كاتب مسرحي قائلاً : وإن كانت طقوس المسرح في تراجع بسبب تطور وسائل الإعلام الأخرى لكنه قادر دوماً على المحافظة على تقاليده وطقسه الاجتماعي الخاص من خلال وجود مجموعة من الناس في أماكن دور العرض ونعود هنا لنقول بأن استمرار ذاك الحضور يقع على عاتق المسرحيين ومسؤوليتهم في المحافظة على الجمهور بطرق عديدة أهمها المقدرة على جذبه ومتابعته للأعمال. وبالعمل على عروض فيها شيء من المتعة بوجود المقولة حتى لو كانت بسيطة لأن المسرح من الضروري بمكان أن يحمل مقومات الجذب الجماهيري وأن يشد الناس ولا يقوم شيئاً هو بعيد عن ذائقتهم أو يستعلي عليهم كما أن الاستخدام لنجوم معروفين من جهة أخرى يشجع على متابعة المسرح، وحتى يكون المسرح ظاهرة اجتماعية يجب أن يحقق الاستمرارية في حياة الناس وبالتالي تواجداً دائماً وكثيفاً للعروض مثلما يحصل في مثل هذا الشهر فهناك عدة مهرجانات من مهرجان الشام المسرحي إلى تظاهرة القدس ضمن احتفالية القدس ومهرجان المسرح العمالي وما تتضمنه من عروض كثيرة تحقق امكانية الاختيار للكثيرين إذ يفترض وجود العروض على مدار العام بحيث يشعر المشاهد أنه يمكن التواصل مع المسرح بشكل دائم حتى يتحقق الهدف المرجو منه بوجود فرص كثيرة أمامه، ويكون حاضراً دوماً في حياته الاجتماعية، إذ لا بد من الذكر في هذا السياق أنه قد يمر فترات طويلة لايعرف فيها أي عمل مسرحي وإن أردنا ترسيخه في حياة الناس كحالة اجتماعية يجب أن يشكل جزءاً من حياتهم خصوصاً أنه يجسد طقساً اجتماعياً جميلاً وإن اختلفت ميول الناس نحوه لكن بمجرد وجود نسبة تتابع المسرح فهذه حالة ثقافية واجتماعية مقبولة على أكثر من صعيد.
أما الاختصاصية الاجتماعية/ هيفاء أحمد/ قالت: عن دور المسرح الريادي في مجال الثقافة فالمسرح وسيلة تربوية وتعليمية وتثقيفه وهو وسيلة مؤثرة جداً في المجتمع إذ يملك مقدرة خاصة على مخاطبة وجدان الناس بما يطرحه من موضوعات مختلفة عبر مفرداته الخاصة فيعالج الكثير من القضايا الاجتماعية والتي تشكل منطلقاً ليصور حقائق حياتية واجتماعية وسلوكية كما ثقافية والظروف الاجتماعية والنفسية العديدة ثم ربطها بالحياة الواقعية المعاشية، وذلك من خلال مهارة صانعيه.
|