تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


« سن اليأس» رفاهية للنساء والرجال

مجتمع
الخميس 31-12-2009
لينا ديوب

غالبا ما نجد الكتابة عن مايسمى «سن اليأس» عند المرأة مرتبطة بدورها الانجابي، وتأثير انقطاع دورتها الشهرية، لذلك كانت تلك الكتابة تحاول طمأنة المرأة أو مواساتها

بأن هذه المرحلة من عمرها لا تمثل نهاية العالم، وبأنه يمكنها أن تعيش خلالها، وأكثر من ذلك بقدر لا بأس به من الراحة والسعادة. وكأن النساء لايستطعن اكمال عملهن، أو أنشطتهن مع ذلك التغير الفيزيولوجي، لكن كتابا بعنوان «أصغر سناً في العام المقبل» صدر مؤخرا يخرج عن المواساة تلك ، فيؤكد أن الثلث الثالث من عمر المرأة ربما يكون الأكثر سعادة في حياتها على الإطلاق!‏

قد يكون كلامه هذا صحيحا ولكن ليس بسبب الفيزيولوجيا وانما بسبب تراكم التجربة والخبرة مما يولد وعي وقدرة على موجهة تحديات الحياة، وهذا ينطبق على الناس جميعا وليس النساء دون الرجال.‏

اذ يقسم الكتاب المذكور حياة المرأة إلى ثلاث مراحل: المرحلة الأولى تمتد من الطفولة وحتى سن العشرين، حيث تتفتح أزهار المرأة على الحياة بكل ما فيها من أسقف عالية وأجنحة محلقة وخيال واسع بلا حدود، وهذه مفردات الكتاب. والمرحلة الثانية هي تلك الفترة التي تخوض فيها المرأة غمار الحياة على حقيقتها، وغالباً ما تشهد المرأة ارتطاماً متكرراً بأرض الواقع، وتخوض التجارب التي «تدعكها» وهي تتخبط بكل مشاعر الحب والأمل والخذلان واليأس المبكر والتعلق الكاذب.. والخيانات.. إلخ.‏

أما المرحلة الثالثة، والتي تبدأ عملياً بعد سن الأربعين، وتحديداً بعد انقطاع الدورة الشهرية، فهي فترة الانطلاق والتحرر، والشخصية المكتملة، والخبرة المنيعة، والثقة بالنفس. ولكن، لكي تستطيع المرأة أن تعيش «الثلث الأخير» من حياتها بسعادة غامرة، فإن مؤلف الكتاب ينصحها بالاستعداد مبكراً لهذه المرحلة، بما اكتسب خلال الثلثين الأولين من خبرة ودراية وحكمة (إذا كانت من النوع الذي يتعلم من الأخطاء السابقة من دون أن تكررها)!‏

وخلافاً للحسابات الرياضية التي تجعل من الثلث الأول مساوياً للثلث الثاني أو الأخير، فإن الكاتب يشير إلى أن المرأة ستكون «محظوظة» في ثلثها الأخير، لأنه أطول من الثلثين الأول والثاني. فكل الإحصاءات تشير وتؤكد أن عمر النساء أطول من عمر الرجال، وعاماً بعد عام تتكرس هذه المعادلة، وتصبح النساء أكثر عمراً. ومعنى ذلك أن المرأة التي عاشت أربعين سنة في الثلثين الأول والثاني، تستطيع أن تعيش مثلهما في ثلثها الأخير، وهي تنعم بكل مشاعر الإقبال على الحياة والسعادة والهناء. أما كيف تتهيأ المرأة لذلك، فيعرض الكاتب برنامجاً مفصلاً من ممارسة الرياضة اليومية، وتنمية العقل بالمطالعة، وتعويد النفس على الهوايات المفيدة والممتعة، والاستماع للموسيقا.‏

لايمكننا أن ننكر أن البرنامج الذي قدمه الكتاب للنساء مفيد، الاأنه ليس جديدا وليس خاصا بهن، بل هو لتنمية الانسان عموما، وهذه الأفكار ترد في جميع أدبيات التنمية وتسمى توسيع خيارات الانسان لعيش الرفاه، أي الاهتمام بعلمه، بصحته، بعدالة دخله، الا اذا كان الكاتب يعتبر أن الرجل حقق بكل المجتمعات جميع عناصر رفاهيته.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية