بهدف تحقيق التبصر لدى الطالب فإن هذا التعلم يصبح أكثر متعة وأكبر أثراً ويمكن نقل أثره نقلاً مباشراً الى مواقف الحياة خارج المدرسة والاحتفاظ به لفترة أطول فقط كان لابد من توجيه التعلم نحو تحقيق معرفة يمكن استخدامها خارج غرفة الصف ونقلها الى موافق جديدة تشجع الفهم الحقيقي البديل الايجابي للتكرار الببغائي .
من هنا كان التعلم عن طريق التبصر عملية ممتعة والتوصل الى فهم شيء ما خبرة مرضية إرضاءً ذاتياً في حد ذاتها ....» .
وانطلاقاً من هذا الهدف فقد دعت إدارة مدرستي سخنين واسدود للتعليم الأساسي في مخيم اليرموك بالتعاون مع لجان المكتبات المدرسية لحضور عدة ندوات شكلت أنشطة لاصفية للطلاب وأولياء أمورهم تحت إشراف تلك الإدارات على شكل ندوات حوارية بين الطلاب من جهة والادارة المدرسية وأولياء الأمور من جهة أخرى حيث تمحورت الندوة الأولى حول كتاب الطفل شكلاً ومضموناً لغة وانتاجاً وامكانية شرائه .
تحدثت فيها الآنسة حنان قرباش مدرسة اللغة العربية عن أهمية اختيار الكتاب من حيث الشكل والمضمون والبحث عن الكتب الموثوقة المصدر لتأثيرها على الطالب فاختيار كتاب لايلبي حاجاته النفسية والعقلية في مرحلة عمرية خطرة قد تولد لديه أشياء لاتحمد عقباها من هنا كان لابد من وسيلة اتصال وتعاون مابين الأهل والمدرسة لجعل عادة القراءة عند هذا الطفل من العادات الجيدة وإيصال المعلومة الصحيحة والعلمية وتكون مهمة المدرسة هي توفير وقت وحصص درسية للقراءة خاصة وأن معظم مدارسنا تحتوي مكتبة فيها كل الكتب التي تناسب الطلبة وتتم إعارتها وفق سجل خاص ويتم تحليل الشخصيات واستخلاص العبر منها ....
بدورها الآنسة لباب حميد مديرة المدرسة أكدت على ضرورة تعزيز الهوية الوطنية للطلبة من خلال تلخيص محاور القصة التي يتم توزيعها على الأطفال مع الإشارة الى ضرورة تحديد الوقت المناسب لقراءة القصص بشكل لايؤثر على تحصيلهم الدراسي مع تكثيف القراءة في العطل لما لهذه الأمور من تنمية الفكرة وعقله مع ضرورة توازن نوعية الكتاب ومضمونه مع عمره العقلي والزمني ورغباته وميوله....
أما الأطفال المشاركون في الندوة فقط تركزت حواراتهم على أن الكتاب هو صديق حميم ويحكي تاريخ الشعوب ويحاكي النفس كما أنه تعبير عن الإحساس الداخلي بالأشياء فضلاً على أنه ينمي حب الاستكشاف عن مايحيط بنا ويشجع على البحث والقراءة والمعلومة الموثوقة، المحامي نبيل فيومي تحدث عن الكتاب وأهميته بتعليم أساليب صحيحة تنمي مدارك الأطفال مع الاشارة الى ضرورة اكتساب المهارة في الانترنت والتي هي وسيلة حضارية لابد من تكاملها مع مجموعة من النظم الأخرى التي تؤثر في العملية التربوية التعليمية للطالب .
بينما تركزت ندوة مدرسة الاسدود عن أدب الأطفال والذي يعبر عن الحياة باتخاذه اللغة وسيلة تثير فيها انفعالات عاطفية واحساسات جمالية تستخدم جميع امكانيات اللغة الصوتية والتصوير التي تنتقل الى المتلقي.
ويشير هنا الاستاذ أحمد سعد الدين خبير الأنشطة اللاصفية الى أن الأدب الموجه للأطفال يشكل فناً يبدعه الفنان للأطفال يعايشونه ويتفاعلون معه ليمنحهم المتعة والتسلية ويلبي فيهم الاحساس بالجمال كما يطلق العنان لخيالاتهم وطاقاتهم الإبداعية ورعاية ومتابعة معوقات شخصيتهم ممايكفل التلاؤم الدائم مع متطلبات الحياة نحو حضارة تبدأ بتوجيه من الآخرين والوسط المحيط وتنضج بالجهد الذاتي وشدد السيد أحمد على أهمية المنزل بالنسبة للطفل فهو الأساس في إيصال واستقبال وصقل هذا الأدب حسب قوله وذلك لشدة التصاقه ببيته وعيشه الدائم فيه وتكوين الجوانب الايجابية فيه على أساس سليم.
لافتاً أن أدب الطفل مقترن بمايشاهده ويعايشه هذا الطفل الذي سينسج مستقبلاً ماسيراه اليوم لذا يجب أن يتحمل الجميع مسؤولياتهم تجاه هذا الطفل ورعايته ....
من كل هذا يتضح لنا أن العملية التربوية التعليمية هي كل متكامل داخل الصف المدرسي وخارجه تسهم في نتاج هذه العملية بشكلها السيلم لتخرج لنا جيلاً واعياً قادراً على مسك زمام الأمور متسلحاً بالعلم والمعرفة ....