وهذا ما جعل الوزارة والحكومة امام تحديات كبيرة لأن توسيع هذا القطاع وتحسين خدماته يحتاج لميزانيات تعجز الحكومة عن تأمينها وكثيراً ما كان التمويل عثرة في مواكبة الطلب المتزايد على الطاقة وهذا مادفع بالحكومة للبحث عن آلية جديدة لتمويل هذا القطاع حيث كان التوجه الى ادخال القطاع الخاص في معادلة توليد الطاقة الكهربائية ولكن أيضاً توجه الحكومة هذا اصطدم هو الآخر بمشكلة عدم وجود تشريع يسمح بدخول القطاع الخاص الى استثمارات الكهرباء ما دفع بالحكومة لاعداد التشريع اللازم لتسهيل مشاركة القطاع الخاص في استثمارات الكهرباء بعيداً عن مصطلح الخصخصة كما فهم البعض.
مهمة اعداد التشريع أوكلت الى وزارة الكهرباء وبمشاركة عدة أطراف ذات علاقة ومن بينها القطاع الخاص .
الدكتور أحمد قصي كيالي وزير الكهرباء قال إن مشروع قانون الكهرباء الذي تعده الوزارة يسير وفق ثلاثة محاور من شأنها الاحاطة بكل تفاصيل النهوض بهذا القطاع بمشاركة القطاع الخاص والمحاور تتوزع كما يلي:
أولاً- احداث مؤسسة أو هيئة عامة لنقل الطاقة تعمل على تحسين الشبكة الداخلية لنقل الطاقة وكذلك على تفعيل الربط مع دول الجوار على خطوط 400 ك.ف ولاحقاً خطوط 800ك. ف لأن المرحلة المقبلة تفرض حتمية تبادل استجرار الطاقة بين الدول المتجاورة الآن يوجد ثمانية دول عربية ومجاورة ترتبط شبكتها مع الشبكة السورية وهذا يعطي موثوقية لشبكتنا ويتيح المجال لاستجرار الطاقة وقت الحاجة كما حصل ويحصل مع تركيا ومصر وكذلك يتيح المجال لتصدير الطاقة كما هو الحال مع لبنان والاردن.
ثانياً: يركز المحور الثاني على موضوع الاستثمار في الطاقات المتجددة التي نملك مجالاً كبيراً للاستفادة منها كالطاقة الشمسية لأغراض تسخين المياه وحتى الانارة لأن الكفة الحالية لتوليد الكهرباء ترتفع وقد يأتي يوم تكون فيه طاقة الشمس لاغراض الانارة أقل كلفة مع نضوب النفط أيضاً لدينا متسع جغرافي للاستفادة من الطاقة الريحية ويمكن تركيب مزارع ريحية في منطقة واسعة في حمص والسلسلة الجبلية الغربية وجبل الشيخ.
ثالثاً: أما عن المحور الثالث فقال كيالي: هو الاهم في هذه المرحلة ويتمحور حول اعداد تشريعات جديد تتيح للقطاع الخاص المساهمة على مبدأ التشاركية مع العام في توليد الطاقة الكهربائية سواءً من الطاقات المتجددة أو من الطاقة التقليدية ( الوقود الاحفوري) ولذلك تم اعادة مشروع القانون من رئاسة الحكومة لاعادة دراسة بعض التفاصيل في المشروع الذي تقدمنا به الى رئاسة الحكومة وتشارك عدة وزارات في صياغة القانون الذي نتوقع الا يتأخر اصداره لأن المرحلة حساسة ومهمة ويحقق القانون في حال اقراره المصلحة العامة للبلد وكذلك مصلحة كل الاطراف المشاركة فيه.