تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


هيروشيما و ناغازاكي.. عذابات تضيء منارتنا المطفأة!

موقع:Dissident Voice
شؤون سياسية
الأربعاء 22-9-2010م
ترجمة رنده القاسم

رغم أن السادس و التاسع من آب قد مضيا ، فأن دروس هيروشيما و ناغازاكي ستبقى دائماً أمام أعيننا. فعذابات هاتين المدينتين يجب أن تضيء منارتنا المطفأة.

ما جرى في هيروشيما و ناغازاكي لا يتعلق بالهدف بقدر تعلقه بالمشاهدين. لقد ضحينا بمئات آلاف من البشر غير المؤذيين و غير المسلحين و غير المحميين لأجل إثبات نقطة محددة،فالمشهد لم يكن لأجل اليابانيين بقدر ما كان لأجل الاتحاد السوفييتي و العالم بأسره.‏‏

وبسبب بدء الولايات المتحدة باستخدام التكنولوجيا النووية ، و التي ظهرت بشكل قوي في هيروشيما و ناغازاكي، تمكنت الولايات المتحدة على امتداد ست و خمسين سنة من جعل الكرة الأرضية رهينة لها، و كان من الممكن انتشار الابتزاز النووي لتعزيز خطة هيمنتها.‏‏

و لم تبق القنبلة النووية لوقت طويل حكرا على القوة العظمى ، فهيروشيما و ناغازاكي كانت شرارة الانتشار النووي. و سلاحنا الذي يتحدى أكبر القوى لم يجعلنا أكثر أمناً.‏‏

و في كل سادس من آب تصل رسائل لرئيس التحرير تخلد أسطورة القرن العشرين الأكثر خبثا فتقرأ: (بفضل هيروشيما و ناغازاكي انتهت الحرب العالمية الثانية، إذ أجبر اليابانيون المتعصبون الكريهون على الاستسلام و بهذا لم يتوجب غزوهم، شكرا للرب على القنبلة).‏‏

ليس مهما أن القوات الجوية الأميركية سيطرت في صيف 1945 على السماء اليابانية، و ليس مهماً أن مدن اليابان الرئيسية تحولت إلى رماد، و ليس مهما أن يهيمن الأسطول البحري الأميركي على البحر و ما من شيء كان قادراً على اختراق الحصار، و ليس مهماً أن اليابان كانت مستنفذة تماما، و ليس مهما أن اليابان كانت تسعى أصلاً للاستسلام.‏‏

كان بإمكان الولايات المتحدة ببساطة أن تدع اليابانيين يحومون قدر المستطاع ثم يتراجعون لإطعام المرضى و دفن الموتى. كان بإمكانها جعل اليابان تستسلم مع بقية من الاحترام من دون الإرهاب النووي.‏‏

هناك تشابه بين هيروشيما و ناغازاكي و بين العراق و أفغانستان و باكستان ، وهانحن ثانية نبدأ مرحلة جديدة و هي حرب الرجل الآلي .‏‏

و ما مقولة إن القنبلة الذرية منقذة للحياة إلا كذبة كبيرة، و الآن في القرن الواحد و العشرين يشرع البنتاغون في أسطورة مماثلة و هي المركبات الهوائية غير المزودة بملاحين(UAVs) مثل Reaper MQ9 الموجودة في القاعدة الجوية هانكوك و يقولون إنها (لإنقاذ أولادنا)‏‏

و منذ عدة سنوات و البنتاغون يستخدم رجال آليين بتقنية عالية مثل Reaper من صنع General Atomics و الهدف ليس فقط الإشراف بل أيضا القتل و التفجير في العراق و أفغانستان ، و بتحدّ للقانون الدولي ، تستخدم CIA ال Reaper للاغتيال و التفجير في باكستان‏‏

و (جمال) الموضوع يكمن في أن التقنيين يستخدمون أجهزة كمبيوتر مربوطة بالأقمار الصناعية و يكونون على بعد آلاف الأميال من أرض المعركة و مع ذلك يستطيعون توجيه هذه الأجهزة . و مع دقة الليزر، يمكنهم إطلاق صواريخ و قنابل مهلكة دون أي خطر على أجسادهم.‏‏

لقد أضحى الReaper مدلل البنتاغون و الCIA ، فمع عدم وجود ملاح فيه لن يموت أحد أو يؤسر في حال تحطمه أو إطلاق النار عليه. و هذا يعني لا حرج بعد الآن من أكياس الموتى العائدة إلى الوطن. و لكن قلة من سألوا: ما الذي نفعله هناك بكل الأحوال؟‏‏

و هذه الحالة من البعد الفيزيولوجي و اللا مسؤولية تضمن ما يسمى المهمة الزاحفة أي الانزلاق بسهولة إلى حرب لا منتهية. و يالسعادة General Atomics و بقية الشركات المستفيدة من الحروب!!‏‏

و تماما كما كانت الإصابات المدنية في هيروشيما و ناغازاكي غير ذات أهمية، فان الإصابات المدنية في العراق و باكستان و أفغانستان تعد بالآلاف . و نسينا بأن الضحايا الناجين سيحملون في قلوبهم الضغينة للولايات المتحدة.‏‏

و من يدري لعل في يوم ما تطلق علينا صواريخ الطيارات التي بلا ملاحين،و بفضل عشق البنتاغون للموت، و رغم التريليونات المنفقة على الدفاع ، فإن البنتاغون يجعل العالم آمناً فقط لأرباح الشركات.‏‏

و يقال: إن حتى الآن تقوم أربعون دولة باستيراد أو صنع طائرات لا تحتاج لربان ، و كحال الانتشار النووي فأن انتشار هذه الطائرات سيؤذينا نحن في نهاية المطاف.‏‏

ولكن فقط إن فشلنا بالتغيير.‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية