و ربما من أبرزها ما قدموه أثناء الحرب الإسرائيلية على لبنان في تموز 2006، وأيضاً العمل الجماعي المنظم أثناء الحرب على غزة ومشاركتهم أيضاً في حملات التوعية والنظافة وغيرهاالكثير.
رغم خروج العمل الطوعي في هذه الفترة الأخيرة من النظري إلى العملي،وإسهام الشباب الكبير في أعمال تطوعية إلا أن الوضع المادي الصعب نسبياً للأسرة السورية يلعب دوراً كبيراً في لامبالاة أفرادها بأعمال ليس لها مردود مالي، لذا نجد الكثيرين يتحدثون بسخريةعن هذه الأعمال بل ويستنكرون انخراط بعض الأشخاص فيها كما أن الأسرة اليوم لا تشجع أفرادها على القيام أو المشاركة في أعمال تطوعية من مبدأ أن هذا الموضوع منوط بالدولة وواجب عليها.
تقول إحدى الفتيات المشاركات في مشروع دعم الاستراتيجية الوطنية للشباب في سورية التقرير الكيفي2008: إنها لم تسمع عما يسعى بالعمل التطوعي وإنه في حال كان هناك شيء من هذا القبيل فلم يتطرق إليه في الأسرة أو بين الأصدقاء على الإطلاق.
ويضيف مشارك آخر: عندما شاركت في عمل تطوعي يتعلق بتنظيف أحد الشوارع كنت أسمع الكثير من عبارات السخرية والتندر.
تجاوز هذه العوائق ونجاح العمل التطوعي يتطلب جعل التطوع ثقافة ومنهج حياة ونسيجاً داخلياً بذات الفرد، ومنطلق فكر وطاقةمتدفقة، وتدني الوعي بأهمية العمل التطوعي مرتبط أشد الارتباط بضعف المؤسسات التي تتبناه نتيجة ضعف برامجها وأنشطتها وابتعادها عن الواقع وعدم قدرتها على تأمين التحويل اللازم وبعدها عن أماكن السكن أو عدم وجود مقرات لها أصلاً وضعف أو عدم أهلية الكوادر الإدارية التي تعنى بتنظيم أنشطتها واجتذاب المتطوعين والمتطوعات وتوجيههم ،وهنا لا يمكننا أن نغفل الجهود التي يقدمها المتطوعون في منظمة الهلال الأحمر العربي السوري حيث أنشئ قسم للشباب وهم على استعداد دائم لدرء الأخطار والكوارث من خلال إخضاعهم لدورات مستمرة والمنظمة في حركة دائمة، ولها مساهمات في عملية التخفيف من الكوارث وخاصة الطبيعية كالزلازل والحرائق والفيضانات.
كيف ننشر ثقافةالتطوع
قدم المشاركون في مشروع دعم الاستراتيجية الوطنية للشباب في سورية بعض الآليات والمقترحات فيما يخص نشر ثقافة التطوع، كان أهمها مايلي:
-الترويج للعمل التطوعي عبر الإعلانات في وسائل الإعلام والتي تجعل مسألة التطوع مألوفة وذات تقدير عال من قبل الناس.
القيام بورشات عمل مشتركة ما بين منظمة اتحاد شبيبة الثورة والاتحاد الوطني لطلبة سورية ووزارتي التربية والتعليم العالي لنشر ثقافة التطوع.
- إيلاء دور أكبر للتربيةوالتعليم في المدارس في نشر ثقافة التطوع، من خلال تدريس مادة بيئية تهتم بمثل هذه القضايا وتسهم بتوعية الأطفال بأهمية البيئة والمحافظة عليها من خلال العمل التطوعي.
-فتح مكاتب إعلامية للمنظمات الأهلية في جميع المناطق من أجل سهولة الوصول إلى الشباب وإخبارهم بالأعمال التطوعية.
- زيادة عدد المخيمات التي تنظمها المنظمات الشبابية، وتكريم المتطوعين المتميزين في هذه المخيمات.
- تأمين مستلزمات العمل التطوعي قبل الدعوة له.
-الإفادة من تجارب الشباب ذوي الخبرة في العمل التطوعي.
أخيراً العمل التطوعي ينمي قيم المشاركة والانتماء وروح المسؤولية عند الشباب ويمكنهم من تفريغ طاقاتهم بشكل إيجابي ومعطاء ويمنحهم قدرةعلى الوجود في خضم الحدث والتجربة لتعلمهم الكثير ويكونوا أهلاً للمسؤولية والعمل....