فقد أبرزت بعض الصحف أن عدد التلاميذ في المدارس السورية يقارب خمسة ملايين تلميذ أي أن ربع سكان سورية في المدارس , وأن هذا العدد الضخم يحتاج لبرامج خاصة به تتناسب مع فئاته العمرية , ومراحل نموه العقلي والدراسي !!
ما دعاني للكتابة عن هذا الموضوع ليس هذا الخبر فقط – على أهميته - بل ما قاله لي بعض الأطفال وآباؤهم خلال حفل قراءة جماعية أقامه المركز الثقافي البريطاني في حديقة الجاحظ من أننا نحن الصحفيين قلَّ ما نكتب عن برامج الأطفال .
ما قاله هؤلاء الأطفال وآباؤهم ليس إلا جزءا صغيرا من مطالبات التلاميذ بأن تتحول المناهج الدراسية في سورية إلى سلاسل من القصص والأفلام الوثائقية والبرامج العلمية والطبية ليسهل فهمهما حتى لا تكون نسخة طبق الأصل عن كتبنا المدرسية وبالتالي يستطيع الطفل أن يتعلم اللغات الأجنبية والعربية بسهولة» !
آراء هؤلاء الأطفال تبين أن التلفزيون هو أقرب وسيلة للوصول إلى ذهن الطفل فلماذا لا نعمل على استغلال هذه الوسيلة دون سواها في تقديم كل مفيد وجديد لعالم الأطفال سواء في الاختراعات العلمية أو الطبية أو سلاسل تعليم اللغة عوضا عن اتباع أسلوب الكتاب المدرسي أو أسلوب التلقين ؟!
لدينا في سورية فضائية تربوية وهي بحسب ما نرى تعتمد أسلوب المدرسة أي التلقين والشرح ولكن ماذا لو اتبعت أساليب غير مباشرة كالمسابقات والأفلام الوثائقية والبرامج العلمية والطبية ألا تكون النتيجة أفضل وتكون الساعة التي يقضيها التلميذ أما شاشة الفضائية التربوية هي بمثابة فائدة وراحة معا .
أما بالنسبة لقنوات الأطفال الناطقة بالعربية فهي حتى اليوم قليلة قياسا إلى عدد القنوات الموجهة للكبار وغالبا ما تكون برامجها ومسلسلاتها غربية مدبلجة فتساهم عن قصد أو غير قصد بتغريب الطفل عن ثقافته إلى ثقافة أخرى بعيدة كل البعد عن قيمنا وعادتنا فمتى ينتبه أصحاب القرار لهذه المسألة ويصبح للأطفال قنواتهم الخاصة التي تنبع من ثقافة وبيئة مجتمعهم !