التوازن .. التكافؤ .. بين فكرة وضيف .. بين شخصية عامة وأخرى من العامّة .. ثم شدّ كل هذه العناصر بعنصر جامع مانع .. وجوده رافعة لمجمل البرنامج .
تدرك أميرة أهمية الجاذب الفني والهالة التي تحيط بالفنان من نجومية تجعله مثار تأثير لدى الناس .. فتجذب بدورها هكذا قامات إلى حيث ركنها في ( الآن ) ..
تُحضر أناساً تميّزوا بنشاطهم المجتمعي .. شخصيات نسائية ذوات أفعال علامات فارقة لدى مجتمعهن وفي مسيرة حياتهن .. وتضيف إلى هذه التشكيلة نجماً - باعتراف الفضاء العربي - كان مؤخراً الإعلامي جورج قرداحي .
رموز توازن المعادلة .. تحققها بتسليط الضوء على امرأة حققت خرقاً وتميّزاً في مجال عملها ، وأيضاً في فقرة أخرى تستضيف سيدات ذوات نشاطات خيرية ، توعوية ، مجتمعية .
في الحلقة الماضية تحدّث الحضور عن أهمية التوعية المرورية .. وشارك قرداحي بإبداء رأي حول ضرورة تكاتف وتكامل الأدوار بين مختلف الأطراف وصولاً لنتيجة .
تماماً .. البرنامج ينزاح إلى أركان وزوايا مجتمعية .. مبرزاً دور أفراد ( عاديين ) في خدمة مجتمعهم .. قبالة شخصيات أخرى ( نجوم ) لاعتبارات فنية وإعلامية ، ليس لهم من دور في البرنامج سوى طرح وجهة نظر تعطي دفعاً معنوياً ..
والسؤال .. من هو النجم اجتماعياً وليس فنياً .. وبمقاييس البرنامج ..
صحيح أن البرنامج يستعين بفنانين كبار هم نجوم بمعايير الفضاء العربي ، لكن المعادلة التي تتشاطر فيها أميرة هي إبداء نوع من نجومية خلف الأضواء .. تحاول جعلها ولو قليلاً تمرّ أمام الضوء .. أقلّه أنها تسلّط أنوار برنامجها على هؤلاء ..
وهي صيغة التوازن التي تسعى جاهدةً لتحقيقها . دون مباشرة تلمّح وتوازي بين أهمية دور الطرفين .. تحدّد ملامح نجومية مجتمعية لا فنية .
ينسحب برنامج ( أميرة ) إلى خريطة برامج ( التوك شو ) ولو كانت قلّة عددية بهذه الصيغة في فضائياتنا .. نوعية تعتمد مزج أكثر من مجال .. صقله بمجالات أخرى .. صنع خليط .. هو لدى أميرة ثنائي التكاوين ( اجتماعي ، فني ) .
ومع ذلك .. لن يكون حضور جورج قرداحي مفيداً على سبيل جعله مردداً مرة إثر مرة ضرورة ما يقوم به هؤلاء الأفراد على مستوى النشاط الاجتماعي .. يُثني .. يمدح .. وكأن رأيه ( ختم ) يعطي جودة المنتج .. ويمنح تراخيص الاستمرار .
توظّف أميرة حضوره .. تزيحه لمجالات أخرى .. مستخلصةً آراءه في نواحٍ إعلامية .. وطبيعي أن ( يشط ويمط ) الحديث إلى قضايا درامية لأسباب ( ظرفية وقتية ) مصرّحاً ( قرداحي ) أن ما نعانيه درامياً على المستوى العربي مردّه أزمة استرخاء .. وأنه يجب جعل الغزو الدوبلاجي ، محفّزاً لتقديم ما هو أجود .
أميرة كتلميذة مطيعة جداً .. لم تطلب من أستاذها رأياً بعملها .. فمرحلة ترخيص المرور ، مفروغ منها .. هي أرادت كلاماً تسويقياً موجّهاً وبكل مباشرة ، هذه المرة ، لمشاهدي ( أميرة ) ..
هل يقوّض ذلك بذور أي نجوميّة مجتمعية تسعى لبلورة ملامحها عبر برنامجها .. وأن لا .. لماذا هذه الرغبة بتسويق خاص من اسم مشهور بمقاييس نجومية فضائية .. ؟