|
كواليس المبدعين..عـــــزيـــــزة مريــــــدن.. والمثــــــل العليـــــا ثقافة فهي بعيدة كل البعد في تعاملها مع طلابها الأغرار إذا صح هذا التعبير، عن كل أشكال التعالي أو الغطرسة أو التعسف بمنح علامة الامتحان التي يستحقها الطالب بعد أن يفرغ معلوماته على بياض الورق الصقيل، أو التباهي أمام أساتذة القسم والطلاب بمخزونها المعرفي المعمق في رحاب الأدب القديم والحديث، وألوان المعرفة الإنسانية، ولاسيما أنها أول أستاذة وأول عضو هيئة تدريسية في جامعة دمشق، ورائدة في دراساتها ومؤلفاتها القيمة المبتكرة، لشعراء المهجر الجنوبي، وفي مقدمتهم الشاعر القومي المبدع رشيد سليم الخوري الملقب بـ «القروي» ما رشحها بامتياز بعد رحيلها المؤسف عن عالمنا، إلى تسمية قاعة أنيقة من قاعات كلية الآداب في جامعة دمشق باسمها، تخليداً لذكراها العطرة، ولالتزامها الطوعي النابع من وجدانها، بالخط القومي العروبي الذي وجدت فيه المثل العليا، للانتصار في معركة الحياة ومجابهة الصعوبات والتحديات التي تعصف بهذه الأمة.. ولدت الدكتورة عزيزة مريدن بدمشق في أسرة مستنيرة محبة للثقافة والعلم تلقت دراستها بمختلف مراحلها في مدارس دمشق وبعد حصولها على الشهادة الثانوية العامة انتسبت إلى (دار المعلمات)، ثم انتسبت إلى قسم اللغة العربية في جامعة دمشق حيث حازت على إجازة عامة في آداب اللغة العربية وعلومها عام 1951. زاولت التدريس في ثانويات دمشق الرسمية للبنات عدة سنوات، ثم سافرت إلى مصر لمتابعة تحصيلها العلمي، وحصلت على شهادة «الماجستير» عام 1964 بامتياز، وكان موضوع رسالتها «القومية والإنسانية في أدب المهجر الجنوبي» أوفدت مرة ثانية من قبل جامعة دمشق إلى القاهرة، حيث حصدت درجة الدكتوراه بمرتبة الشرف في عام 1965 وكان موضوع أطروحتها الشعر القصصي وفي هذا الصدد قالت الدكتورة سهير القلماوي، المشرفة الأولى على أطروحتها وهي تناقشها: «لئن دل البحث على عقل ناضج وخلق علمي، إنما يدل في الوقت نفسه على ماتمتاز به الباحثة عزيزة من خلق ممتاز». عادت إلى دمشق لتنضم للهيئة التدريسية في الجامعة، متابعة رسالتها الثقافية في التدريس والتأليف والبحث العلمي، وبنفس الوقت كانت تشرف على رسائل «الماجستير» لطلابها، من أبرز مؤلفاتها المطبوعة: القومية والإنسانية في شعر المهجر الجنوبي، وحركة الشعر العربي في العصر الحديث، والمسرحية بين القومية والمحلية، والشعر القصصي.
|