ناهيك عن أن الأكل من طبق واحد وبشكل يومي يجعل المرء يمل وقد يصل إلى حالة من الاستفراغ.
فإذا كان هذا حال الجسد فما بالك بإشباع الجوع العصبي دفعة واحدة والذي من شأنه أن يعيي الروح والقلب والعقل، وخير مثال تخمة المسلسلات الرمضانية التي تقدم في شهر واحد ما يجعلنا نحجم عن المشاهدة وقد نقاطعها، لكن يبدو أن عدوى مهرجان المسلسلات الرمضانية قد انتقلت إلى غيرها من المهرجانات والنشاطات.
فمع غياب التنسيق لم نعد نفرق بين مهرجان القلعة والوادي، أو مهرجان بصرى، أو مهرجان الجبل وهو ما ينسحب على المهرجانات المسرحيات التي انحصرت في آخر شهر من السنة بدءاً من «أيام مقدسية» ثم عروض المسرح العمالي ومؤخراً مهرجان الشام المسرحي.
لا ريب أننا نحتاج إلى وصفات أكيدة لتخفيف آلامنا ومعالجة رتابة أيامنا وملء خواء أرواحنا والتي يمكن أن تشفى بمتابعة فيلم سينمائي، أو حضور عرض مسرحي أو حفل موسيقي نحتاجها طوال السنة، فإذا ما قدمت في أشهر معدودات منها فماذا عن باقي أيامها وأشهرها العجاف؟.