تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


السلام وتكديس الترسانات العسكرية لا يلتقيان

شؤون سياسية
الجمعة 25-12-2009م
علي سواحة

ميزانية إسرائيل العسكرية للعام القادم التي أقرها الكنيست هي الميزانية الأكبر منذ قيام هذا الكيان الغاصب أي ما يعادل /400/ مليون دولار عن موازنة العام الماضي.

وجاءت هذه الزيادة كما يقول أعضاء الكنيست على حساب تقليص موازنات مختلفة من خدمات وصحة وتعليم وزراعة وصناعة.‏

ورغم الأصوات المعترضة من داخل الكنيست على هذه الموازنة إلا أن وزارة الحرب الإسرائيلية أصرت عليها دون أي نقصان، بعدما أعلن رئيس الأركان غابي اشكنازي وبكل صراحة أنه إذا لم تقر طلباته فإن الكنيست وحدها المسؤولة عما سيؤول الوضع إليه في إسرائيل وهو بالتالي يحملهم المسؤولية لما سيحصل في المستقبل لأن إسرائيل حسب قوله ينقصها الكثير من التدريبات وتوفير المنظومات الدفاعية والأسلحة القتالية بمختلف أنواعها المتطورة والحديثة وموازنة إسرائيل للعام القادم ترافق مع إقرارها حملة ترويج للتهديدات الأمنية المحدقة بإسرائيل ومتطلبات الاستعداد لمواجهتها وتركزت هذه الحملة على ثلاثة محاور أو تحديات تعتبرها إسرائيل تهديداً خطراً محدقاً عليها وهي إيران والمقاومة في لبنان وغزة.‏

ورافق تلك الحملة أيضاً تدريبات على أرض الواقع وتحضيرات لإطلاق أنظمة صواريخ مضادة للصواريخ جديدة وحديثة بالتعاون مع الحليف الاستراتيجي الأمريكي.‏

كما قسمت رئاسة الأركان الإسرائيلية الجبهة الداخلية في إسرائيل إلى خريطة جديدة للمناطق الجغرافية وفقاً لمستوى التهديد المفترض بشبكة صواريخ جديدة ووضعت بالأخص في المنطقة الشمالية المحاذية للحدود اللبنانية والمنطقة الوسطى والقريبة من قطاع غزة وأراضي الضفة الغربية على رأس المناطق المهددة بالقصف الصاروخي.‏

كما تروج إسرائيل -كما نسمع ونشاهد- للتحضير للقيام بهجوم عسكري ضد إيران كي تحقق وزارة الحرب الصهيونية مكتسبات مالية إضافية، مبررة لذلك بأنها تريد ضمانة التفوق في أي حرب مع إيران ومن يقف معها ولهذا وجدنا بالأمس القريب أن رئاسة الأركان الإسرائيلية تروج في هذا السياق إلى وجود مشكلات ومصاعب تواجهها وزارة الحرب الإسرائيلية وخاصة حصول إسرائيل على صفقة الطائرات الأمريكية الأحدث إ-ف-35 التي تعتبر ضرورية وأساسية في أي عملية تنوي إسرائيل تنفيذها ضد إيران.‏

وتضمنت الحملة الإسرائيلية التنديد بالشركة الأمريكية المصنعة لهذه الطائرات الحربية /لوكهيد/ بأنها لا تقوم بتجهيز الطلبية الإسرائيلية بكافة المعدات المتقدمة ولاسيما في مجال الاتصال والتحكم القتالي والسيطرة والقتال الالكتروني.‏

كما أن إسرائيل تواصل التهويل بقدرات حزب الله والمقاومة الفلسطينية في غزة وهي من وراء ذلك تبرر حركة التدريبات المتواصلة لجيشها وتقوم بتدريبات مشتركة مع القوات الأمريكية وخصصت وزارة الحرب الإسرائيلية أيضاً موازنة إضافية للعام القادم للتدريب على الأجهزة الالكترونية وما يسمى أجهزة تقمص الشخصية وأبرز ما فيها كيفية توجيه ضربات مكثفة وصائبة للأعداء في الأحياء والبيوت وكذلك تدريبات بشأن احتمالات قيام عمليات لاختطاف جنود إسرائيليين وهو أكثر ما يقلق إسرائيل في هذه الفترة.‏

كذلك خصص جيش الاحتلال الإسرائيلي موازنة خاصة لصناعة طائرات من دون طيار لاستكشاف الأهداف المعادية ولصناعة الروبوت المتقدم لإدخاله في اطار المواجهة القائمة مع الفلسطينيين وبما يساعد على اكتشاف المخابئ والانفاق والبيوت الملغومة وامكان تفكيكها قبل اقتحام الوحدات العسكرية أمكنتها.‏

إذاً القائمة تتضخم عند الجيش الإسرائيلي بحجة مواجهة حزب الله وحماس وبحجة ضرورة مهاجمة إيران ويضع مسؤولو الجيش الإسرائيلي هذه المطالب أمام قادة إسرائيل وحكومتها للتجاوب مع طلباتهم وبالتالي لزيادة موازنة الجيش ما أمكن ولاسيما ما يخص سلاح البحرية الذي ضرب رقماً قياسياً الشهر الماضي في استعداداته لمختلف السيناريوهات بالتعاون مع الأمريكيين.‏

ورغم اصرار إسرائيل على سرية عمل اسطولها التجسسي قررت هذه الأيام الكشف عن جوانب عدة، منها تأكيده أن سفنها قادرة على كشف سفن العدو وإحباط عملياتها والسيطرة على مناطق واسعة من البحرين المتوسط والأحمر.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية