القضية لا تعدو كونها قضية مواسم. الموسم التلفزيوني الحالي يتميّز بمزيد من وئام وانسجام بين فنانينا وتلفزيوننا.. تجديد مواثيق الود والوفاق..
خطوة ملحوظة يخطوها كل طرف باتجاه الآخر.. يلتقيان تحقيقاً لغاية محددة..
حقيقة لا بدّ أدركاها.. وجود حاجة (مستترة) ذات اتجاهين.
يدرك الفنان السوري (الذكي، ولاسيما من يُسقط من حسابه ماديات، وإن قلّ) أهمية حضوره على شاشته الوطنية.. وبدوره يتلقف التلفزيون السوري (فنانه ابن البلد).. يستثمر نجوميةً حققها.. فيوظّف حضوره برامجياً.
لماذا يبدو هذا الاستثمار بأقصى هيئاته فقط خلال الدورة البرامجية (الرمضانية).. المعتمدة غالباً تكثيف تواجد (فني) فوسفوري الإضاءة.. تنوس إلى جانبه أي إضاءات أخرى.. لماذا ؟
الملاحظة الأبرز.. خلال هذه الدورة..
محاولة التلفزيون المحلي شدّ انتباه المتلقي ليس فقط دراميّاً.. إنما بسلسلة برامجية خلافاً لسنوات ماضية..
وحيلة (شدّ الانتباه) لا تأتي إلا عبر (طُعم فني).. طُعم على هيئة حفنة برامج يبدو الفنان عصبها المحرّك في المحطات المحلية: مساكم باسم ، تحدّي النجوم، بيني وبينك، بهارات فنية، تكسي رمضان، مطبخ الدراما.. برامج دسمها (فني) بحت..
هنا.. الفنان ذو حضور مزدوج.. إما ضيف فيها.. أو مقدّم لبرنامج منها، يستضيف بدوره زملاء فنانين..
بالحالين.. هو محتفى به. حالة الاحتفاء تصبح أكثر من (فاقعة). انسجاماً مع الأجواء الحميمية الودية الرمضانية شهدنا التلفزيون يؤكد عودة وفاق بين الفنانين أيمن رضا و باسم ياخور.. استأنفا (تبادل سفراء) ولو ظاهرياً..
مع التلفزيون.. بيت الفنانين (الأول) بقي للصلح أكثر من مطرح، وهي نقطة تُسجّل له.
شدّ همّة وقفزة للأمام..
باتجاه خوض التلفزيون في نوع من برامج منوّعة متنبّهاً لفرصة وإمكانية إنجاح برنامج ما، كما (تحدي النجوم)، بجعل مقدّمه فناناً من نمرة (أيمن رضا).
عادة تنصيب الفنان على منبر التقديم البرامجي ليست جديدة في التلفزيون السوري..
الجديد.. مؤشر أو ملمح استثمار طاقة فنان تتعدّى التمثيل إلى مهارات ملء ساحة التقديم وصولاً لحالة (الشو – show) .
في (التحدّي) حضور الفنان هو الميزة الأكبر، والأكثر لفتاً للانتباه إبداء رغبة الغناء حتى دون امتلاك مقوّمات الصوت الجميل.. المهم تسجيل الحضور والمشاركة.
كان من الممكن قلب بذرة (الشو - show) هذه وتحويلها نحو (عرض فني برامجي ضخم) .. فيما لو تمّ تفعيل (سبونسرات) أكثر.
لتبقى نقطة الجاذب أجواء عكسها حضور الفنانين بقيادة المايسترو أيمن رضا.
رضا صاحب الهضامة وخفة الدم عانى بعضاً من (انفلاش) على حساب زملائه الفنانين.. كما في مشاكساته لنزار أبو حجر. كان جيداً لو ضرب أيمن (فرام) منعاً لحس هضامة زائد لا لزوم له.
قفزة الأمام تلك كان ينقصها بعضٌ من جرأة.. إذ ما المانع من خلق هكذا برامج على طول السنة. العادة جرت أن تكون كل السنة (ناشفة) تكاد تخلو من هكذا نوعية برامجية..
ثم (طم غم) يسيل الكرم دفعةً واحدة.. الخير هذا الموسم تمثّل باقتران الدرامي بمحاولات برامجية وإن كانت بلمسات (فنّانوية)..