تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


تباشــــير النصـــر تثلـــج قلـــوب الســوريين

مجتمع
الخميس 3-7-2014
غـانـم مـحـمـد

صورة و«مزهرية» وكثير من الأمل الذي يزيّن جدران المنزل، وبين هذه الجدران أمٌ لثلاثة شباب لم تعد تسمع صوت اثنين منهم منذ وقت طويل لأنهما خُطفا والثالث وإن كانت تسمع صوته إلا أن قلبها مفطور عليه كما أخويه

فهو محاصر أيضاً وكلّ مَن يحاول مواساتها بكلام عاطفي رقيق تنهره قائلةً: لستُ أقلّ من غيري، هناك أمهات فقدنَ أكثر منّي وحُرمنَ أكثر مني وبقينَ صابرات وأنا بإذن الله صابرة..‏

أمٌ أخرى زفّت ابنها شهيداً قبل أيام قليلة، وحين وصلت جنازة فلذة كبدها إلى بيتها هجمت على جثمانه الطاهر، ظنّ الكثيرون أنه سيُغمى عليها وحاولوا منعها من الاقتراب من هذا الجثمان الطاهر لكنها ردّت على من حاول ذلك: «غلطانين.. أنا أريد أن أبارك لابني بشهادته كما تباركون أنتم لي بذلك» واقتربت وقالت بصوت تملؤه العزة والعنفوان: يا أحمد يا بطل، رفعتَ رأسي وكرّمتني أجمل تكريم، سلّم على رفاقك الشهداء الذين سبقوك، واطلب من الله أن يحمي رفاقك المقاتلين، الله معك يا بني.. الله معك..‏

تباشير النصر تثلج قلوب السوريين، وتداوي صدورهم والمطلوب منّا أن نجهّز أنفسنا لمرحلة إعادة الإعمار وما تتطلبه هذه المرحلة من كل فرد في هذا الوطن، فإعادة الإعمار لا تقتصر على الحجر فقط بل أن الأهم من ذلك هو إعادة بناء التفكير وإعادة تنقية المواقف وترميم جسور الثقة التي اهتزّت في بعض المواقف وفي بعض الأحيان، والشهيد الذي قدّم روحه في سبيل تحقيق هذا الوطن من حقه علينا أن يستمر دعمنا لذويه وألا تبرد الهمّة بعد عودة الأمور إلى طبيعتها لأن ما قدّمه أكبر من كل ما يقدم لأسرته وأهله، ولنتذكّر أن معظم الشهداء تركوا خلفهم عائلات في مرحلة التكوين، زوجة شابة وأبناء صغار، وهذه الحالة الاجتماعية يجب أن تؤطرها مؤسسة على درجة عالية من التميّز والمهنية بحيث لا تجعلهم عرضةً لأي موقف موجع في قادمات الأيام... هناك عمل كبير في هذا المجال لكننا بحاجة لما هو أكثر وأياً كانت الأسباب لا يجوز أن تضطر زوجة شهيد أو أم شهيد أن تقف أمام أبواب المكاتب الرسمية أو أمام مراكز توزيع المساعدات وما أعرفه أن قسماً كبيراً من ذوي الشهداء امتنعوا عن متابعة إجراءات الحصول على المزايا التي مُنحت لهم أو المساعدات المخصصة لهم بسبب بعض هذه الإجراءات ولن نضحك على أنفسنا أو نسمح لبعض المسؤولين أن يضحكوا علينا بتصريحات رنانة مضمونها أن كل شيء يصل لأسر هؤلاء الشهداء بكل يسر وسهولة ونرى أنه آن الأوان لمراجعة هذه الإجراءات لتأخذ الشكل الأكثر فاعلية..‏

نعود إلى الجدران التي زيّنتها صور الشهداء في منازلنا فقد اشتاقت هذه الجدران ومن ضمنها إلى ابتسامة كبيرة تؤكد أن دماء الشهداء الأبطال لم ولن تذهب سدى وأن ما ضحوا من أجله يصونه الوفاء لهم على كافة الصعد..‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية