تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الأخـــــــلاق... أولاً

مجتمع
الخميس 3-7-2014
فاطمة حسين

مواقف عديدة وحاجات ضرورية ، وأشياء نتمناها ،ولكن سرعان مانشعر بالخيبة والخذلان ربما لأننا خدعنا بالمظهر العام وخسرنا ماكان بحوزتنا من بعض النقود ، وما هذه القصة البسيطة

من حيث الشكل المؤثرة في المضمون لدى صاحبها ،إلا شكل من أشكال الوجع الاجتماعي.‏

وفي البداية نشير أنه ثمة فتاة تدخل محلا في سوق من أسواق دمشق المعروفة لشراء حذاء وحقيبة ويطلب منها البائع مبلغا وقدره 13000 ل.س ثمنا لهما.. وبعد اخذ ورد بين الفتاة والبائع يستقر المبلغ في النهاية إلى 6000 ل.س إن هذا لا يعني أن الأمور انتهت عند هذا الحد ولو كانت كذلك لما جرى ما جرى بعدها...فالذي حصل مع هذه الفتاة أنها ارتدت الحذاء وما أن وصلت إلى مكان عملها إلا و كان الحذاء قد انتزع بطريقة لا مجال لإصلاحه أبدا ...وهنا شعرت الفتاة بالغبن الذي اعتراها والمقلب الذي أكلته بعد جهد جهيد بشرائه بأقل سعر ممكن ...فكان لابد من العودة إليه لتعيد له الحذاء وتسترد ثمنه على الأقل في اليوم التالي ولكن كان الرفض مع تهكم وسخرية بقوله: (اذهبي واشتكي لحماية المستهلك ؟) غير آبه بالألم والإحباط الذي تشعر به ....فاتبعت طريقة استطاعت من خلالها أن تجبر صاحب المحل على إرضائها وتغيير لهجته معها واستردت ثمن الحذاء وانصرفت غير آبهة بما آل إليه حاله مرددة (اذهب واشتكِ لحماية المستهلك ) .. ..‏

للوهلة الأولى ربما تكون هذه الحادثة مجرد حادثة عادية تحصل كثيرا في هذه الأيام مع اغلب الناس... ولكن نكتشف أمورا كثيرة من خلال التدقيق في تفاصيل هذه الحادثة منها عدم احترام الزبون والطمع الزائد بأخذ مبلغ كبير ثمنا لقطعتين فقط مع ملاحظة أخيرة التي هي أهم شيء وهو مدى الغش في تصنيع هذه البضاعة دون أي رقيب أو حسيب لمن يقوم بتصنيعها وان هذا الصنف من الناس لايأتي إلا (بالعين الحمرا) كما يقول العامة ...‏

فخلال هذه الأزمة الخانقة التي أفرزت ما أفرزته إلى جانب التهجير والتشريد والغلاء الفاحش والاحتكار والغش الذي ظهر في العديد من المواد الاستهلاكية اليومية التي يحتاجها المواطن بدءا من المأكل والمشرب والملبس إلى المنظفات وغيرها من المواد الضرورية وكل ما يحتاجه المنزل ...‏

هذه الحالة المزرية التي وصلت إليها الأسواق والتي أثرت سلبيا على حال المواطنين كان من الممكن أن لاتصل إلى هذا الحد من الغش والإهمال بوجود الأخلاق أولا والضمير ثانيا والمحاسبة والقانون ثالثا ..ولكن قبل كل هذا الإشارة إلى تلك الأخطاء من قبل المواطن ..... وهذه مسؤولية الجميع بلا استثناء لان الكل واقع في النار والكل نالته شرارتها بطريقة أو بأخرى..‏

فنحن جميعا نعلم أن الكثير من الناس قد اصبحوا أغنياء من وراء الغش والاحتكار والطمع إلى جانب السرقات التي حصلت وتحصل في الأحياء التي وقعت في ابدي العصابات التكفيرية التي أكلت الأخضر واليابس بالتوازي مع الخراب والتدمير....‏

فكل تلك الأوضاع لن تستوي إلا بالقضاء على الإرهاب ومن يدعمه في سورية الغالية وهذا ما يعمل عليه جيشنا العقائدي البطل الجيش العربي السوري باذلا روحه ودمه في سبيل عودة الحياة الطبيعية لسوريتنا الغالية ..‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية