تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


تقليعات أوباما..

الخميس 3-7-2014
فؤاد الوادي

آخر صرعات وتقليعات الرئيس الأميركي باراك أوباما والتي يطل بها على جمهوره و(محبيه) بين الفينة والأخرى هي أنه يريد ضرب الإرهابيين قبل تنفيذ اعتداءاتهم على بلاده.. كيف ومتى وأين؟ !.. الله وحده يعلم بماذا وكيف يفكر هذا الرجل الخارق الذي يتحفنا بتصريحاته من وقت لآخر .

تصريحات أوباما تلك جاءت عقب تحذيرات أوروبية جدية من دخول إرهابيين أوروبيين عائدين من سورية الى الولايات المتحدة وتنفيذ هجمات ارهابية قد تفوق بحجمها وشدتها هجمات الحادي عشر من ايلول، غير أن ما يثير التساؤل في تلك التقليعات المتجددة لاوباما والتي باتت مدعاة للسخرية والتندر وربما الاشمئزاز حتى في الداخل الاميركي .. هي كيف سيستطيع الرئيس الاميركي ضرب أولئك الإرهابيين قبل تنفيذ هجماتهم في بلاده ؟ ، مع أنه اعترف بشكل صريح وواضح أنه غير قادر على منعهم من دخول بلاده كونهم يحملون جوازات سفر أوروبية ولا يحتاجون الى تأشيرة دخول.‏

الإجابة على ذلك التساؤل قد تحمل بين طياتها الكثير من الإجابات التي تحاول التنطع من بين السطور ،غير أن القراءة السريعة لتلك التصريحات العمياء والهوجاء التي تحمل المتناقضات والمتضادات في آن والتي تعكس مايجول في خاطر وعقل الرئيس الاميركي الذي خانه ذكائه كما كل مرة ، هي اعترافه بأن المسلحين في سورية هم ارهابيين - اوباما قال حرفيا : انه سوف يقوم بضرب الارهابيين (تحديدا العائدين من سورية) وهذا بحد ذاته اعتراف بأن المسلحين في سورية ليسوا إلا إرهابيين بكل ما تعنيه هذه الكلمة إلا إذا أراد اوباما فرز هؤلاء الإرهابيين على طريقة أن كل من يبقى ويقاتل في سورية فهو (ثائر) أو (معارض) ،و كل من يعود الى بلده فهو إرهابي.‏

القراءة الثانية لتلك التصريحات والتي تلتقي مع الاولى لجهة اعتراف الاخير أيضا وبشكل غير مباشر بأنه هو من أرسلهم الى سورية وإلا كيف سيضربهم قبل تنفيذ اعتداءاتهم في بلاده دون معرفة هوياتهم التي كما يعتقد الكثيرون أنها موجودة بالتفصيل لدى اجهزة الاستخبارات الاميركية ، وهذه القراءة تنقلنا الى الجزء الاخطر الذي يمكن أن نستشفه من تلك التصريحات والتي تعكس في أحد وجوهها توجها وقرارا أميركيا بضرب الإرهابيين حيث هم موجودون، أي في البلدان التي أرسلوا إليها (العراق وسورية) ولكن بعد تنفيذ مهامهم التي أرسلوا من اجلها (غير مسموح لهم بالرجوع على الاطلاق - رحلة بلا عودة باتجاه واحد فقط) – ربما هذا الامر هو الذي أقلق الإرهابيين في سورية والعراق الذين خرجوا وبحسب الكثير من المحللين عن حدود التكليف الاميركي المناط بهم في هذه المرحلة تحديا وهذا الخروج والتمرد ظهر جليا في العراق.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية