وإذا كان بعض الباحثين والسياسيين والدبلوماسيين والكتّاب الغربيين قد سلّطوا الأضواء على حقيقة سياسات بلدانهم هذه فإن الحكومات الغربية إياها ما انفكت تروج لأفكارها المضللة مدعية الطهر والنقاء وزاعمة أنها مع الشعوب في محاربة الإرهاب ونشر التسامح واحترام حقوق الإنسان .
ويمثل الفريق الأول الذي يناصر فكرة تبني الغرب لهذه التنظيمات الإرهابية مئات الكتاب والمحللين والدبلوماسيين الغربيين وآخرهم رئيس الحكومة التشيكية السابق ورئيس حزب يسار القرن الحادي والعشرين ييرجي باروبيك الذي شن هجوماً لاذعاً على السياسات الغربية تجاه سورية مؤكداً أن الغرب ومنذ البداية قام بتقييم الوضع في سورية بشكل سيئ وأنه بسبب كراهيته العمياء للسياسة السورية قام بدعم ما يسميها بالمعارضة عسكرياً ودعائياً ؛ وطالب باروبيك بوقف كل شكل من أشكال الدعم للمجموعات المسلحة التي يطلق الغرب عليها اسم معتدلة .
ولم يكتف باروبيك بذلك فقط بل شرح حقيقة الوضع في سورية قائلاً إن المعارضة السورية الداخلية وبعد العديد من مراسيم العفو التي صدرت تم تحييد أغلبها وبالتالي فإن من يقاتل ضد الحكومة هم متطرفون من مختلف دول العالم ، مبيناً أن الغرب سلّح هؤلاء بشكل كامل بأسلحة حديثة يبدو أنها تستخدم الآن في العراق بعد سيطرة تنظيم داعش على بعض مدنه فيما يستمر الغرب بدعمه لما يسميها بالمعارضة عن طريق إرسال المزيد من السلاح الأمر الذي يطيل أمد الحرب ويساهم في وقوع المزيد من الضحايا ولاسيما بين المدنيين وتدمير المزيد من المؤسسات الحكومية وأملاك المواطنين الخاصة.
ومن أنصار هذا الفريق أيضاً المحلل السياسي التشيكي ميخال برتنيتسكي الذي حذّر مؤخراً من خطورة تزايد عدد الأجانب الذين انضموا إلى صفوف التنظيمات الإرهابية المتطرفة في سورية والذين قدر عددهم بـ 2000 شاب أوروبي شاركوا أو يشاركون في القتال إلى جانب التنظيمات المتطرفة ويشكلون «قنبلة موقوتة» موجودة في المجتمعات الأوروبية الغربية . وقال متهكماً: إن صناعة السياحة الأوروبية بدأت تغتني بنوع جديد من السياحة اسمه «الرحلات من أجل الجهاد» حيث يتدفق فيها الشباب من مختلف الدول الأوروبية إلى سورية فيما لا تقوم تركيا بوضع أي عقبات أمامهم .
أما أنصار الفريق الداعم للإرهاب فهم أبواق الحكومات الغربية ومسؤولوها وآخرهم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الذي حذر من خطر عودة الإرهابيين البريطانيين وغيرهم من الجنسيات الأخرى على الأمن القومي البريطاني وكذلك وزير خارجيته وليام هيغ الذي أقرّ بذلك لكنهما تجاهلا أنهما مع إدارة أوباما وحكومة فرنسا من دعم الإرهابيين وأمدوهم بكل وسائل الدعم العسكري والسياسي والإعلامي دون أن يعترفوا بأن نار الإرهاب ستكوي بلدانهم لاحقاً ولكن بعد فوات الأوان !! .