أولى نقاط التشابه بين الحدثين الدرامي والرياضي أن بعض أصحاب التاريخ الكبير حضروا من أجل المشاركة فقط، فخرجوا يحملون مسلسلاتهم من (الباب) العريض حيث لم يكفِ التاريخ العريق في ضمان منافسة كبيرة، كما كان متوقعاً ومرشحاً، فخرجت هذه الأعمال من سباق المتابعة تُحمِّل أسباب التراجع إلى الجمهور، رغم التهليل والتوعد بتقديم مستوى كبير قبل أن يبدأ العرض لكن الأداء جاء باهتاً ما أثار استياء المنتظرين والمشجعين وحتى من ليس له علاقة.
النقطة الثانية في التشابه تكمن في تفوق عنصر الخبرة حيث ساعدت خبرة بعض المخرجين والكتّاب ووجود ممثلين قديرين في تحقيق متابعة جيدة، حيث نالت بعض الأعمال استحسان المتابعين، لأن العمل متكامل الصفوف إخراجياً ونصاً وأداء، فشاهدنا أعمالاً فيها توليفة صحيحة بين السيناريو والممثلين (الخبرة والجدد) وبين عدسة المخرج وهذا يظهر إلى الآن في العديد من المسلسلات مثل طوق البنات وبواب الريح وخواتم وبقعة ضوء والحقائب.
النقطة الثالثة أن بعض الأعمال تشبه إلى حد ما منتخب كوستاريكا المغمور المشارك في مونديال البرازيل فرغم وجوده في أدوار متقدمة وبراعته إلا أن اعتبارات أخرى تدخل في عدم وصوله لمراحل أكثر تقدماً مثل عدم وجود نجوم من الصف الأول، وعدم وجود دعاية مسبقة تهلل له، لكنها وبشكل من الأشكال تقدم مستوى مقبولاً، وستترك مكانها ومتابعيها لمصلحة أعمال أضخم فنياً وكتابياً وحتى إنتاجياً في الأيام القادمة.
النقطة الرابعة أو وجه الشبه الرابع بين المونديال ودراما 2014 أنه شهد عودة بعض النجوم إلى مستواهم فيما غاب البعض الآخر أو تراجع مستواه، وقد يكون هذا الموسم سبباً في ابتعاد البعض عن دراما السنوات القادمة، إما لتقدمهم في العمر، أو لعدم قدرتهم على العطاء في ظل مزاحمة وجوه جديدة لهم، كما حدث تماماً في المونديال عندما نافس لاعبون غير معروفين نجوم الكرة العالمية، وإن كان هذا الموسم شهد توديع بعض الممثلين مثل الفنان القدير عبدالرحمن آل رشي والشابة غدير شعشاع اللذين يظهر اسمهما في الشارة وكتب في حضرة الغياب.
النقطة الرابعة في التشابه هو الظلم التحكيمي حيث يتميز مونديال البرازيل بظلم تحكيمي واضح، حاله حال بعض الممثلين السوريين الذين تشعر أنهم مظلومون بالأدوار التي يقدمونها، فهم يستحقون أكثر من المساحات الصغيرة المعطاة لهم، ومنهم على سبيل المثال رامز الأسود- معتصم النهار- كندا حنا- خالد القيش ويزن خليل وغيرهم.. بينما يحظى البعض بأدوار أكبر من ملكاتهم، لمجرد تعاطف المخرجين أو المنتجين معهم، ما يستدعي أن تعاد صياغة تقديم الأدوار في الدراما السورية حسب الأداء لا حسب المعرفة في الأعوام القادمة.
النقطة الخامسة غياب نجوم عالميين مثل غاريث بيل وفرانك ريبيري ويشبه هذا الغياب إلى حد ما غياب بعض نجوم الصف الأول عن هذا الموسم، وربما أبرز الغائبين المتألقين دائماً هو اسم الفنانة السورية سلاف فواخرجي كما تغيب المخرجة رشا شربتجي أيضاً، بينما يحضر اسم الفنانين قصي خولي وعابد فهد في مسلسلي (سرايا عابدين) و(لو) ويغيبان عن الدراما السورية.
الحديث عن الدراما هنا يشمل جزءاً من الأعمال التي سمحت الظروف بمشاهدتها، ولا يشملها كلها بطبيعة الحال، لكن يمكننا القول إن دراما هذا العام متنوعة وجيدة أكثر من السنوات الأخيرة، وإن كانت الرهانات مستمرة على ما تقدمه دراما البيئة الشامية، حالها كحال المنتخبات العريقة التي أبدعت في الماضي أكثر مما تقدمه اليوم.