تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أوبــــامـــا.. وعود تغرق في الرمال

الإيكونوميست
ترجمة
الأثنين 7-12-2009م
ترجمة: أمل سليمان معروف

مضت خمسة أشهر على زيارة باراك أوباما إلى القاهرة ومحاولة اقناعه أغلبية العالم العربي عبر خطبة طنانة رنانة بأنه سيواجه إسرائيل في سعيه لإقامة دولة فلسطينية، تبدو السياسة الأميركية وكأنها تغرق في الرمال،

إن وساطة الرئيس الأميركي ضعيفة، حيث تلاشت شخصيته بشكل سيىء من وجهة نظر عربية وفلسطينية، فقد أذعنت إدارته لرغبة إسرائيل بعد حديث طويل عن إجبار الدولة اليهودية على وقف بناء المستوطنات اليهودية فوق الأراضي الفلسطينية كإشارة إلى الثقة الطيبة، بنية إعادة الاسرائيليين والفلسطينيين إلى المفاوضات.‏

ويبدو أن النتيجة المرجوة لاستئناف مبكر للمحادثات بين الزعماء الأساسيين قد دمرت، في الواقع لايبدو أن أحدا يعرف كيف يمكن أن يعاد بدؤها، فالمزاج بين المعتدلين من الجانبين كئيب كما كان دوما.‏

وقد جعلت وزيرة خارجية أوباما، هيلاري كلينتون الأمور أسوأ بإطرائها رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو لوعده ضبط البناء الإسرائيلي أكثر منه إيقافه كما كانت قد طلبت أولا.‏

أصرت السيدة كلينتون سابقا على أن وقفا كانت تعني إيقافا، إذ يجب ألا يكون هناك نمو عضوي لمستوطنات موجودة ولا استثناءات لمشاريع قيد التنفيذ ولا إعفاء للقدس الشرقية التي يراها الفلسطينيون كعاصمة مستقبلية لهم والتي يراها الإسرائيليون ملكا لهم وحدهم . وبعد أن أنبت كلينتون إسرائيل سابقا على تدميرها منازل فلسطينيين في الجزء الشرقي من المدينة، عادت وغيرت لهجتها في إسرائيل في الحادي والثلاثين من شهر تشرين الأول لتذعن لرفض نتنياهو لتلبية تلك المطالب الأميركية المبكرة وتبارك لرئيس الوزراء الإسرائيلي عرضه غير المسبوق على حد تعبيرها للبناء بشكل أبطأ من قبل.‏

فاستعداد نتنياهو لتبني سياسة ضبط بناء المستوطنات الموجودة يعتبر في واقع الأمر تنازلا من قبله مثل قوله إنه لن يكون هناك بناء لمستوطنات جديدة، ولا مزيد من الأراضي الفلسطينية المناسبة للتوسع. على حين تم إنهاء بناء ثلاثة آلاف وحدة سكنية مع الإصرار على استمرار البناء في شرق القدس مؤكدا مرارا أنه لا يمكن أن يكون جزءا من دولة فلسطين.‏

لاحقا، أكدت السيدة كلينتون وبشكل جبان للفلسطينيين أنها لاتزال تطلب منهم استئناف المحادثات دون شروط ما أثار عاصفة من السباب في الصحافة الفلسطينية والعربية ضد السيد أوباما، وبناء عليه، ساد جو من السخرية بين الفلسطينيين عموما من قدرة أوباما على تغيير السياسة الأميركية تجاه الشرق الأوسط. فحتى في حال بدء المحادثات ثانية، لن تكون هناك اتفاقية من دون قبول حماس التي فازت بالانتخابات الفلسطينية الأخيرة في عام 2006 والتي يمكنها إعاقة أي اتفاق يبرم من دونها. علما أنه مضى على المحادثات بين المجموعتين المتخاصمتين حماس والسلطة الفلسطينية تحت رعاية المصريين أكثر من سنة من دون التوصل إلى أي شيء.‏

كل ذلك أدى لتعرض أوباما للانتقاد حتى من الإسرائيليين والأميركيين ومن اليسار لمطالبتهم نتنياهو بمطالب يعلمون سلفا أنه لن يفي بها.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية