تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


حلُّ الدولتين.. الوصول إلى طريق مسدود

كريستيان ساينس مونيتور
ترجمة
الأثنين 7-12-2009م
ترجمة: حكمت فاكه

يبدو أن عملية سلام الشرق الأوسط تسير في طريق مسدود.

وقد وصلت هذه العملية إلى ساعة الحقيقة, كما عبر عنها المتحدث باسم السلطة الفلسطينية في مؤتمر صحافي عقد في تشرين الثاني.‏

فقد أصيبت الآمال الفلسطينية بخيبة أمل كبيرة لعدم صمود وعدم قدرة إدارة أوباما في مطالبتها لإسرائيل بوقف بناء المستوطنات على الأراضي الفلسطينية.‏

ووصلت تلك الآمال إلى أدنى مستوى لها وتلقت ضربة أقوى عندما استخدمت هيلاري كلينتون مؤخراً عبارة غير مسبوقة للإشادة بالتعهد الإسرائيلي الهزيل بضبط برنامج الاستيطان.‏

ونتيجة لذلك, وكرد فعل سريع, أعلن محمود عباس أنه لن يترشح للانتخابات القادمة لأنه أصبح واضحا أن أمريكا لن تتصدى لإسرائيل.‏

والحقيقة أن تسليم واشنطن لإسرائيل وانحنائها يعيدان إلى الواجهة الاحتمال الذي تحدث عنه كبير المفاوضين الفلسطينيين في المؤتمر من أن (حل الدولتين لم يعد خيارا وقد يتعين على الشعب الفلسطيني التركيز من جديد على حل الدولة الواحدة بحيث يتساوى المسلمون والمسيحيون و اليهود).‏

إن ما قاله المسؤول في السلطة الفلسطينية يعد قنبلة لفظية بجميع المقاييس, إلا أن ذلك يؤشر إلى تحول أساسي في البحث الطويل والمضني عن السلام قد يوفر قدرا من العدالة المفقودة في إسرائيل وفلسطين.‏

فخلال السنوات الطويلة لما يسمى بعملية السلام لم تحترم إسرائيل إطلاقا المواعيد التي حددت للوصول إلى الدولتين. هذا الفشل المستمر ساهم في تكريسه حقيقة تقول( إن الفشل بالنسبة لإسرائيل لا تعقبه أية نتائج وخيمة تؤثر عليها, باستثناء استمرار الوضع الحالي بركوده المعهود والذي أصبح بالنسبة للكثير من الإسرائيليين ليس فقط يمكن التأقلم والتعايش معه, بل يفضل على البدائل الواقعية الأخرى القابلة للتحقيق) وبنظر إسرائيل فإن الفشل أصبح رديفا للنجاح طالما يسمح لها بمواصلة مصادرة الأراضي الفلسطينية, وتوسيع مستوطناتها في الضفة الغربية وبناء طرق التفافية مخصصة لليهود فقط, وباختصار تكريس واقع الاحتلال وجعله غير قابل للتغيير.‏

بلا شك تقتضي مصلحة الجانبين تجاوز هذا الركود وتغيير هذه النظرة, ولضمان وجود حد أدنى لفرص النجاح بجولة جديدة من المفاوضات, يجب أن يقترن الفشل بنتائج وتداعيات واضحة للإسرائيليين تكون مؤلمة وضارة بمصالحها, ولا سيما على الصعيد الديمغرافي والديمقراطي ما دام أنصار الفلسطينيين في دولة واحدة, في حال الإصرار على حل الدولتين, سيؤدي بالضرورة إلى انهيار السيطرة اليهودية على (الدولة العبرية).‏

يتعين على القيادة الفلسطينية سواء بوجود محمود عباس أو بدونه أن تعلن صراحة عن رغبتها باستئناف المفاوضات مع إسرائيل في ظل هذا الفهم الجديد الذي يقترن فيه الفشل بالثمن , فإذا لم يتم التوصل إلى اتفاق محدد على أساس حل الدولتين, ويوقع في نهاية العام 2010 , لن يكون أمام الفلسطينيين من خيار سوى البحث عن العدالة والحرية من خلال الآلية الديمقراطية , والسعي للحصول على حقوق مواطنة متساوية للجميع ضمن دولة واحدة التي كان يطلق عليها قبل عام 1948 بفلسطين على أن تكون خالية من جميع أنواع التمييز على أساس العرق أو الدين.‏

وفي هذا السياق يجب على الجامعة العربية الإعلان بأن مبادرتها الشجاعة والسخية من أجل السلام, والتي قدمت بموجبها السلام لإسرائيل منذ آذار عام2002 سلاما دائما وعلاقات دبلوماسية طبيعية مقابل التزام إسرائيل بالقانون الدولي وانسحابها من الأراضي العربية المحتلة, وإذا لم تتقيد إسرائيل بذلك سيتم سحب المبادرة من على الطاولة إذا لم يتم التوصل إلى اتفاقية سلام أواخر عام 2010.‏

فقط بهذه الرؤية الواضحة يمكن البدء بمفاوضات جادة وحقيقية بين الجانبين.‏

وبما أن مستقبل الدولتين قد يبدو بعيد المنال في ظل واقع الاحتلال والمستوطنات لايزال الأمل قائما على سلام بتركيز على هذا المبدأ, إذا تبين أن حل الدولتين لم يعد قائما.‏

من هنا يجب على إسرائيل والفلسطينيين والعالم بكامله التركيز على البديل المتبقي أمامهم وإذا اضطرت الأطراف إلى التفكير في حل الدولة الواحدة الديمقراطية التي تكفل حقوقا متساوية لجميع مواطنيها, وهي الأقرب إلى التصور الأوروبي في حالات أخرى باعتبارها السبيل الوحيد لحياة سياسية صحية, فقد تكتشف إسرائيل أن الموضوع ليس بالتهديد ولا بالخطورة التي يصورونها اليوم.‏

 بقلم: جون وايتبك‏

محام ومستشار سابق‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية