بمعنى أنها تميزت ومن خلال كل احتفال بطقس من الطقوس بالتمسك بالأرض والهوية والانتماء للوطن الأم، حتى إن الأعياد الدينية قد لبست هذا اللبوس الذي يعبر عن مدى حب أبناء الجولان لأرضهم وتاريخهم الذي يعبر عن تاريخ الآباء والأجداد الذين علموهم معاني البطولة والفداء، علموهم كيف يكون الدفاع عن الأرض التي ولدوا وعاشوا فوق ترابها الذي يعطيهم الخير، ويغذيهم بمعاني البقاء لخدمتها..
ونحن نتحدث عن الطقوس الجولانية، لابد من التوقف عند بعض المحطات التي لاتزال ماثلة في قلوبنا ووجداننا، فعلى سبيل المثال احتفالات عيد الأضحى الذي مر قبل أيام قد تميزت في جولاننا المحتل بأن أبناء الجولان يؤكدون من خلالها المضي في مقاومة الاحتلال الصهيوني الإرهابي، فهم ومن خلال تجمعاتهم التي تجمع الأهل والأحبة والأقارب لا يتحدثون سوى حديث واحد هو كيف يواجهون هذا المحتل الغادر..؟ يواجهونه بالمزيد من اللحمة الوطنية، وبالمزيد من المقاومة، المقاومة التي من خلالها يلقنون هذا العدو دروساً في الفداء.. فداء الأرض بالغالي والنفيس، لأن الأرض بالنسبة لهم تعني الكرامة والعزة والكبرياء..
في مثل هكذا مناسبة أو طقس ديني -أي مناسبة العيد- يتم التأكيد على الأمهات أن يرضعن أطفالهن حليب حب الأرض والتمسك بها لأنها الشرف الذي دافع عنه الآباء والأجداد عبر سنوات طويلة من الاحتلالات، وهم ومنذ عدوان حزيران عام 1967 يؤكدون على ذلك فقدموا التضحيات الجسام ومازالوا يقدمون حتى يتم التحرير وزوال الاحتلال الغاصب.
العيد بالنسبة للجولانيين الرازحين تحت قيد الاحتلال يعني تقديم المزيد من التضحيات.. تقديم المزيد من المواجهات مع هذا العدو، لأن عدونا لايعرف سوى لغة القوة «فلا يفل الحديد إلا الحديد» هذا هو عهدهم، ولاسيما إذا ما علمنا أن حركة المقاومة الوطنية السرية التي تخوض مثل هذه المواجهات داخل معسكرات العدو الصهيوني، وتزرع الرعب في قلوب جنوده الذين باتوا يحسبون ألف حساب عندما يفكرون بدخول إحدى قرى الجولان المحتل، مع علمنا أن هذا العدو قد زرع ألغامه بين المنازل وتحت الشبابيك لكن كل إجراءات هذا العدو لم تثنِ المقاومين الوطنيين عن المسير في الطريق الذي ارتضوه لأنفسهم، على الرغم من تعرض بعضهم للسجن والاعتقال في زنازين الإرهاب الصهيوني، لكن كل الإجراءات التعسفية القمعية لم توقف أبناء الجولان المحتل عن الهدف الذي رسموه لأنفسهم وهو «الجولان عائد للوطن الأم» مهما طال الزمن أوقصر.
وعندما نقول تعرض بعضهم للسجن والاعتقال لابد أن نقف عند أسرانا الذين يقبعون في سجون ومعتقلات الصهاينة مع غيرهم من الأسرى الفلسطينيين والعرب..
أسرانا الذين يعيشون طقوس العيد وغيره من الطقوس الأخرى على طريقتهم الخاصة. إنها احتفالية من نوع آخر فيها حنين للأرض التي يفتدونها بكل ما يملكون.. إنهم ينتظرون اليوم الذي يعودون فيه لمواجهة العدو الصهيوني الإرهابي..
يفجرون مواقعه.. يدكون حصونه بما تيسر لهم ..
هذا هو عهدهم الذي عاهدوا الأرض والهوية التي يعتزون بحملها لأنها تمثل كرامتهم وكبرياءهم.. أنه العهد الذي رددوه أمام جلاديهم وهم ينشدون نشيد الوطن.. نشيد الانتماء.. نشيد التمسك بالأرض التي لن تقبل غير أبنائها يدوسون ترابها الطاهر..
هذه هي طقوس أبناء الجولان المحتل.. طقوس يحق لنا جميعاً أن نفخر بها لأنها تعبر عن إرادة كل عربي سوري يفخر بانتمائه لهذا الوطن الكبير بأبنائه العظيم بقائده السيد الرئيس بشار الأسد.
asmaeel001@yahoo.com