تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الأدب الفارسي في دراسة جديدة

ثقافة
الأثنين 7-12-2009م
فادية مصارع

د.محمد رضا شفيعي كدكني... يخرج كنوز الأدب الفارسي

قليلة هي الترجمات عن الفارسية إذا ما قورنت بباقي اللغات التي تحظى بترجمات عربية، لذا تكاد تكون معرفتنا بالأدب الفارسي وكتّابه وشعرائه محدودة ومقتصرة على المشهورين منهم وذائعي الصيت كالخيام صاحب الرباعيات، والفردوسي و(شاها نامه) الشهيرة و(الشيرازيون الثلاثة) وهم سعدي الشيرازي الناثر الإيراني الكبير، وحافظ الشيرازي أعظم شعراء العرفان في الأدب الفارسي، وصدر الدين المعروف بالملا صاحب النظرية الجوهرية في الفلسفة ومن أكبر الفلاسفة في إيران، ومحمد إقبال الشاعر الذي يعتبر أحد أهم جسور التواصل بين شبه القارة الهندية وإيران والعرب.‏

أسماء كثيرة لشعراء وروائيين وكتّاب قصة ومسرحيين على جانب كبير من الأهمية تعرفنا عليها في أول كتاب مترجم إلى العربية للدكتور رضا شفيعي كدكني، وهو كما -قدم له مترجمه بسام ربابعة- يغني عن كثير من الكتب الأخرى خصوصاً التي تتناول الأدب الفارسي الذي غفلنا عنه في الجامعات العربية ونكاد نجهله في عالمنا العربي لأنه يشمل فترة زمنية طويلة تمتد من القرن الرابع عشر حتى القرن العشرين الميلاديين.‏

يتوقف كدكني عند كل مرحلة من مراحل الشعر في الأدب الفارسي ليبين خصائصه ويبرز جوانب قوتها وضعفها ويعرّف أساليبها بدءاً من العصر التيموري أو كما سماه عصر الألغاز والتصنع والتكرار، وفيه يشير إلى أن الذين سموا عبد الرحمن الجامي خاتم الشعراء وآخر حلقة في سلسلة الشعر الفارسي كانوا مجافين للحقيقة، وكان الأجدى أن يحظى بذلك اللقب شاعر مثل حافظ الشيرازي الذي لم يظهر أي شاعر بعده بمستواه أو مستوى أقرانه، كالفردوسي والخيام وجلال الدين الرومي، فضلاً عن كثيراً من شعراء العصر المعاصر أهم بكثير منه، وبرأي المؤلف إنه ربما أدى التدني في الذوق النقدي في عصر الدولة القاجارية إلى عدم أخذ شعر العصر الصفوي بعين الاعتبار وبناءً عليه عرف الجامي على أنه آخر شعراء الفرس الكبار، وهو ليس كذلك رغم أنه ترك آثاراً ومؤلفات كثيرة منها «ليلى والمجنون» «وتحفة الأحرار» و«سلسلة الذهب» و«يوسف وزليخا» وهو واحد من أشهر آثار الجامي والتي اعتبرها المؤلف أفضل المنظومات التي تناولت هذه القصة.‏

وتطالعنا في النثر الذي كان استمراراً للعصر التيموري أسماء من مثل وحيد القزويني وهو يمثل الأنموذج للنثر الإنشائي والأسلوبي للعصر الصفوي، وكذلك اسكندر بك المنشئ مؤلف كتاب (منظم العالم الفارسي) وأيضاً نثر علماء الدين مثل العلّامة المجلسي وآخرين.‏

أما في العصر القاجاري أو عصر العودة إلى التكرار فيبرز قا آني الشيرازي الشاعر الوحيد الذي كانت له شخصيته المتميزة عن الآخرين ويمكن تمييزه عند مقارنته مع أقرانه إذ يعده معاصروه من ضمن الشعراء الكبار في تاريخ الأدب الفارسي وله تأثير كبير في معاصريه مع الإشارة إلى وجود بعض الكتّاب الذين كانت لهم كتابات أدبية قيّمة ومنهم مجد الدين السينكي مؤلف كتاب «رسالة مجدية» ونادر ميرزا مؤلف كتاب «تاريخ تبريز» والمترجم القدير للكتاب الذائع الصيت «ألف ليلة وليلة» المترجم من العربية إلى الفارسية بلغة ممتعة جداً، ثم ترجم إلى العربية وأعيدت ترجمته مرة أخرى إلى الفارسية عن طريق هذا المترجم والمؤلف الآخر هو قائم مقام الفراهاني الذي يعد رائد التجديد في النثر الفارسي فمنذ سعدي الشيرازي لم يكن في الأدب الفارسي نثر بجمال نثره أي منذ العصر الصفوي حتى نهاية الحركة الدستورية.‏

ويذكر المؤلف اسماء أشهر الشعراء في العصر الدستوري وهم: ملك الشعراء بهار، والسيد أشرف الدين الحسني، ونسيم الشمال، ومزخي اليرزي، وفيما يوشيج رائد التجديد في الشعر الفارسي الحديث والثائر على التقاليد السائدة منذ إنشاده للشعر في سنوات شبابه الأولى باستخدامه أحياناً ألفاظ اللهجة الدارجة في شمال إيران وطهران وانقطاعه عن معيار الشعر الفارسي الذي تمثل في موسيقا الشعر، إذ إنه بحث عن الأوزان المهجورة وغير المألوفة كما أنه عمل على نشر عروض جديدة في الشعر الفارسي يدعى «العروض الحر» كل ما وصل إليه كان ثمرة جهد عشرين سنة من التجربة والتفكير امتدت من زمن نشر منظومة الأسطورة 1922 إلى نحو 1939 عندما نشر أول نماذج شعره، الفترة التي كان الشعراء الشباب فيها يبحثون عن محاولات جديدة فاكتشفوا بعد بضع سنين، فيما يوشيج ومنذ ذلك الزمن أخذ الشعر الحديث ينتشر يوماً بعد يوم في الصحف والمجلات.‏

وفي الشعر المعاصر الذي ظهر بعد السنوات التي تلت الحرب العالمية ظهرت تيارات شعرية متعددة وكان من أشهر شعرائها: أحمد شاملو، وأخوان ثالث، وفروغ فرخزاد، وسهراب سبهري، ومن كتّاب النثر الذين ألفوا قصصاً تاريخية: الشيخ موسى نثري الهمذاني، وصنعتي زاده الكرماني.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية