تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الخيار الأهم لإدارة المخاطر للفقراء.. شــــركات التــــأمين تتجــــاهل التـــــأمين الصغـــــير

دمشق
مصارف و تأمين
الأثنين 7-12-2009م
عبد اللطيف يونس

بالرغم من مضي عدة سنوات على وجود شركات التأمين بالسوق إلا أنها تتجاهل التأمين الصغير أو المتناهي الصغر، وتركز على التأمينات التقليدية وخاصة التأمين الإلزامي والشامل على السيارات كونها تحتل المرتبة الأولى بقائمة نشاطها وهي لاتحتاج إلى جهود كبيرة وأرباحها أكثر من غيرها من الفروع التأمينية،

بعكس التأمينات الصغيرة والمتناهية الصغر التي تتطلب عملاً طويلاً وتكون أرباحها أقل من التأمينات التقليدية، لكنها تخدم المجتمع.‏

أداة فاعلة لمكافحة الفقر‏

ترى شهناز الخطيب مدير مديرية الشركات في هيئة الإشراف على التأمين أن التأمين الصغير أو المتناهي الصغر ليس مجرد شعار نتحدث عنه، بل أصبح أحد الأدوات الفاعلة التي تستخدمها الدول النامية على نطاق واسع كأداة لمكافحة الفقر والتكيف مع المخاطر المحيطة.‏

وتؤكد أن التأمين المتناهي الصغر لديه القدرة على الوصول حتى إلى أفقر الفقراء، ومن أهم آليات النجاح للتأمين متناهي الصغر هو التعليم وزيادة الوعي لدى الناس، حيث يدرك الجميع أن التأمين هو الخيار الأول للتعامل مع حالات الطوارىء سواء كانت شخصية مثل المشاكل الصحية أم الأزمات المالية أم الكوارث الطبيعية.‏

يحقق مصلحة الشركة والمواطن‏

أما باسل عبود مدير عام الشركة السورية العربية للتأمين فقد اعتبر أن التأمين الصغير أو المتناهي الصغر لايشكل عبئاً على ميزانية المواطن ودخله حيث يكون القسط زهيداً مقابل تغطية محدودة تشمل أخطاراً محدودة، وهو يحقق مصلحة شركة التأمين من خلال الانتشار في كل بيت من مختلف الفئات الاجتماعية المختلفة، كما يؤدي إلى تنوع محفظتها التأمينية وتوازن يفترض بالنتائج إلا باستثناء الكوارث تكون نتائجه طبيعية فهو مفيد لشركة التأمين من هذه الناحية.‏

من ناحية أخرى فهو تأمين له صعوبات مختلفة منها ما يتعلق بالتسويق له وكلفة التسويق مرتفعة لأن التأمين صغير والقسط الناتج عنه صغير تكون كلفة التوزيع عالية، فالقسط لايغطي كلفة التوزيع، إذا تم تنفيذها عن طريق مندوبي مبيعات أو مكاتب للشركات تنشرها بالمحافظات لاتستطيع أن تغطي هذه التكاليف.‏

والأفضل أن تنتشر هذه التأمينات عن طريق التوافق بين المؤسسات بين المصارف وشركات التأمين مع الجمعيات الفلاحية أو الجمعيات الحرفية و غيرها، وعندما يتم هذا التوافق فإن هذه المؤسسات تضمن الانتشار وتخفض التكلفة وبالتالي تحقق المعادلة قسطاً صغيراً وتغطية محدودة بكلفة معقولة.‏

بيئة تمويلية مناسبة‏

وهذا النوع من التأمين صعب على شركات لم يمض على وجودها بضع سنوات لأنها تكون مشغولة بمصاريف تأسيسها، والأمر الآخر الذي يتطلبه هذا النوع من التأمين هو تحضير البيئة التمويلية اللازمة من مصارف وغيرها وهذا غير موجود بشكل كاف.‏

كما مؤسسات التمويل الصغير بسورية حديثة وانتشار المصارف الخاصة محدود، كما أن نتائج التأمين الصغير لاتظهر بسرعة بل تحتاج إلى فترة تتراوح بين 5-10 سنوات حتى يشكل جزءاً مهماً من حجم أعمالها ويظهر في ميزانياتها، وهو يتعلق بالوعي التأميني عند المواطن، وما يميز هذا النوع من التأمين أن كلفته منخفضة وبالتالي تقبله سهل ولابد من وضعه ببرنامج شركات التأمين وقد بدأنا بالشركة السورية العربية للتأمين ببعض المنتجات التأمينية الصغيرة مثل الحوادث الشخصية وحوداث البيوت وغيرها.‏

الرسوم عقبة رئيسية‏

في حين أن فراس العظم مدير عام شركة العقيلة للتأمين التكافلي رأى أن هناك فوائد كثيرة من التأمينات المتناهية في الصغر، وكشف أن الشركة بدأت بدراسة الموضوع مع جهات خاصة لمعرفة كيفية الانطلاق بها وتقديم الخدمة التأمينية لذوي الدخل المحدود ومقابل قسط زهيد، ولكن لاتزال هناك عقبة رئيسية تواجهنا وهي الرسوم المفروضة على عقود التأمين، والتي تزيد على قسط التأمين السنوي ونطلب من الجهات الرقابية الإشرافية الإسراع في معالجة الموضوع وإعفاء العقود الإفرادية للتأمين على الحياة والصحي والسفر من تلك الرسوم، التي تتضمن رسم الطابع الثابت ورسم الطابع النسبي أو تخفيضها على الأقل، بالإضافة إلى ذلك نعمل على إيجاد طرق لتخفيض الأعباء الإدارية وتكاليفها في تسويق هذه المنتجات.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية