ويتسبب في كوارث بيئية ومجاعات وغرق مدن ساحلية بكاملها ونقص الغذاء وانتشار الاوبئة والهجرة وغيرها مما يضيق الورق بتعداده.
وسيكون العالم اليوم بـ 192 دولة على موعد مع قمة تم الاعداد لها طويلا تلتئم في مدينة كوبنهاغن الدانماركية للبحث في وقف فوضى المناخ التي اجتاحت العالم وسببها بالطبع الدول الغنية التي استهلكت خيرات الارض وادت الى ظاهرة الانحباس الحراري الذي تدفع الدول الفقيرة ثمنه. مايتعلق بمنطقتنا العربية وقبل قمة المناخ التي ستستمر حتى 18 الجاري وسيحضرها اكثر من مئة رئيس دولة وحكومة فقد قال تقرير للامم المتحدة ان دول الشرق الاوسط و شمال إفريقيا من أكثر مناطق العالم تأثرا بظاهرة التغير المناخي .
ونقلت قناة بي بي سي عن التقرير قوله ان درجات الحرارة و الجفاف مرشحة للارتفاع في أغلب مناطق الشرق الاوسط و شمالي افريقيا كما أن النمو السكاني المتزايد فيها ينذر بزيادة الضغط على مصادر المياه الجوفية ما سيزيد من مواسم الجفاف التي تعانيها هذه المناطق . وأضاف التقرير ان زيادة معدلات التصحر و تقلص المساحات الزراعية سيسبب أضرارا كارثية في هذه المناطق من الناحية البيئية و الاجتماعية والاقتصادية حيث سينزح ملايين السكان من مناطقهم بحثا عن ظروف معيشية أفضل و قد يتسبب ذلك بحروب و صراعات على مصادر الماء والغذاء.
كذلك حذر تقرير جديد لمؤسسة العدالة البينية -منظمة خيرية حقوقية بريطانية مهتمة بالقضايا البيئية من أن الاحترار العالمي سيدفع بنحو 150 مليون لاجئ بسبب المناخ إلى الانتقال لبلدان أخرى في الأربعين سنة القادمة.
وقالت المنظمة غير الحكومية إن العام 2008 فقط شهد نزوح أكثر من 20 مليون شخص بسبب الكوارث الطبيعية المتعلقة بالمناخ. بما في ذلك 800 ألف بسبب إعصار نرجس في آسيا ونحو 80 ألف آخرين بسبب الفيضانات والأمطار الغزيرة في البرازيل.
وقال رئيس جزر المالديف محمد ناشيد. الذي قدم شهادة للمنظمة المذكورة. إن بلده لم يرد «مقايضة جنتها بمخيم لاجئي مناخ».
وحذر الدول الغنية التي تشارك في مباحثات المناخ الأممية من التحامق وهم يتفاوضون على معاهدة مناخ في كوبنهاغن . وحث ناشيد الحكومات على ابتكار وسائل لضبط ارتفاعات الحرارة التي يسببها الاحترار تحت 2 درجة مئوية. وقال إن «بلدنا يرتفع عن مستوى البحر بمتر ونصف فقط وأي ارتفاع عن هذا المستوى سيكون معناه زوال المالديف من على الخريطة.
وقال أحد الخبراء إن الاحترار العالمي يمكن أن يشكل «مدن أشباح» يعيش مواطنوها في «دول افتراضية» بسبب ضياع الأرض نتيجة ارتفاع البحار.
كذلك يتنبأ الفريق الحكومي الدولي التابع للأمم المتحدة بشأن تغير المناخ بارتفاع مستوى البحر بين 18 و20 سم في القرن الـ21. وأن نحو ثلث البلاد الساحلية لديها أكثر من 10% من أراضيها داخل حدود خمسة أمتار من سطح البحر.
وقال تقرير المنظمة الخيرية إن الدول المعرضة لضياع كل أو جزء هام من أراضيها في الخمسين عاما القادمة ستشمل جزر توفالو وفيجي وجزر سليمان وجزر مارشال والمالديف وبعض جزر أنتيليس الصغرى.
وهناك دول أخرى مثل بنغلاديش وكينيا وبابوا غينيا الجديدة والصومال واليمن وإثيوبيا وتشاد ورواندا يمكن أن تشهد تنقلات واسعة للناس.
وبنغلاديش وحدها مرت بسبعين كارثة طبيعية متعلقة بالمناخ في العقد الماضي.
كما ان ذوبان ثلوج الهيمالايا يهدد بموجات جفاف حادة في المنطقة والى تشريد مئات الملايين من السكان على ضفاف الانهار التي تغذيها تلك الثلوج وهم من الفقراء اصلا.
وقد طالبت مظاهرات جرت في بروكسل ولندن بوقف فوضى المناخ وباتفاق عادل وشامل ملزم لتقليص انبعاث الغازات السامة المسببة للاحتباس الحراري والتي تتحمل مسؤوليتها الدول الصناعية الكبرى .
وقد أبدى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون تفاؤله بأن قمة المناخ سيتمخض عنها اتفاق توقعه جميع الدول الاعضاء واضاف أعتقد أن المشاركين بالمؤتمر سيتوصلون إلى اتفاق يهدف إلى وقف ظاهرة الاحتباس الحراري وستوقع عليه جميع الدول الاعضاء بالامم المتحدة موضحا أنه لم تتحدد بعد كيفية تحقيق هذا الهدف.
وأعرب كي مون عن تفاؤله بهذا الحدث التاريخي مشيرا إلى أن لدي جميع رؤساء الدول والحكومات الروح السياسية المناسبة لمحاربة التغير المناخي والتوقيع على اتفاق عالمي جديد يحل محل بروتوكول كيوتو الذي ينتهي عام 2012 .
ويريداوباما ان تخفض بلاده الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري خاصة الناجمة عن حرق الوقود الاحفوري ويعتزم الانضمام إلى اكثر من 100 من زعماء العالم في كوبنهاغن في نهاية الاجتماع الذي سيعقد بين السابع والثامن عشر من كانون الثاني لمحاولة التوصل لاتفاق جديد للامم المتحدة.
كما كانت الصين والهند قد تعهدتا بالالتزام بخفض انبعاث الغازات المسببة للاحتباس في موقف يزيد من امكانية عدم فشل المؤتمر الذي يعني استمرار فوضى المناخ والتي يدفع الفقراء وحدهم ثمنها.
يذكر ان اجراءات مشددة قد اتخذت بمؤتمر المناخ التاريخي الذي يتوقع ان يشارك فيه اكثر من 30 ألف شخص من مختلف الدول.