في حيه تعلم صناعة الفخار، وفي المدرسة شجعه أستاذه منيب النقشبندي الذي اكتشف فيه موهبة الرسم، وحين عاد الفنانان غالب سالم ووهبي الحريري من روما، تعرف فتحي عليهما للاستفادة من خبراتهما الفنية من أكاديميات روما.
أولى جوائزه كانت عام 1944 التي نالها عن تمثاله «أبو العلاء المعري» الذي أتقنه ومنحه كثيراً الصدق والتفاصيل الدقيقة. وقد تعرف في ذلك الحين على الكاتب المصري طه حسين الذي نصحه بمتابعة دراسة الفن في مصر، وهذا ما فعله فعلاً، حيث ذهب إلى مصر ودرس التصوير والنحت، وتفوق هناك، حيث أنجز تمثالاً للزعيم الوطني سعد الله الجابري.
بعد ذلك سافر فتحي إلى روما وتابع دراسته، وتطورت تجربته الفنية واستغنى عن كثير من التفاصيل التي كانت تميز عمله، وجاء عمله «المفكرة» دليلاً على تطوره الفني، وقد أنجزه في روما عام 1950. وفي العام الذي يليه أنجز تمثاله «اليافع» الذي برز فيه نضجه الفني، حتى قال عنه أستاذه غويريزي: «كان فتحي يحب الطبيعة، وقد تجلى ذلك في تمثاله «اليافع»، ففي هذا التمثال وضحت لأول مرة الإرادة القوية التي كشفت عن رجل مخلص لفنه وواثق من مقدرته». ووضع تمثال فتحي هذا في متحف فلورنسا.
نال فتحي الجائزة الأولى في معرض خريجي الأكاديميات الإيطالية في نابولي ومنح شهادة من أكاديمية الفنون العليا في هذه المدينة. ومن ثم تابع دراسته الفنية في روما، وانتسب إلى أكاديميتها لدراسة فن التصوير الزيتي وفن الميداليات. وأنجز عدة ميداليات أهمها ميدالية «الغفران» التي نال عليها شهادة الدبلوم. عاد إلى حلب عام 1954، وعمل خبيراً فنياً في بلديتها، وسافر إلى دمشق وفيها عمل تمثالاً للعقيد الشهيد عدنان المالكي، وتوفي عام 1958 إثر عملية لاستئصال ورم خبيث في أمعائه.