|
|
كن أنت... ملحق ثقافي يحلم بالهروب من عالم منسوج بالأوهام...!! ولكن إذا سألنا أنفسنا ما السبب...؟ ما المبرر لهذه الرغبة الجارفة بالتغيير؟ من المؤكد أن هذا الأمر قد حصل معك.. وراودك هذا الحلم. قررت الهروب إلى مكان لا تعرفه تريد اكتشافه عن قرب.. هل سألت نفسك لماذا...؟ لماذا الهروب من مجتمعك.. من بيئتك.. من أصدقاءك وأنت في لحظة أحوج ما تكون إليهم..؟ هموم.. أحزان.. فوضى... مشاكل يومية... فراغ إنساني.. دائماً تحرق نفسك في سبيل سعادة الآخرين، كالشمعة تفني نفسها لتنير للآخرين ظلمتهم.. وأنت...؟ ماذا عنك..؟ دائماً تقابل بنكران المعروف... تنسى روحك ونفسك وجسدك.. أقرب الناس إليك لا تجدهم حين تحتاجهم.. لا بل تجدهم أبعد الناس عنك على الرغم من كل ما تفعله من أجلهم وفي طريقهم... هل هذه الأسباب تدفعك إلى الحلم..؟ تدفعك إلى الهروب من الواقع.. واقع تشعر بأنه ليس واقعك.. عالم ليس عالمك... مكان ليس مكانك.. بيئة تسعى لتغييرها... ولكن هل تملك القدرة والإرادة للقيام بذلك...؟ هل تحلم بالتغيير...؟ هل تسعى إليه حقاً..؟ هل تحلم بأن ترى أرضك منتجة.. أشجارك مثمرة وورودك متفتحة.. أهلك بجانبك.. أصدقاؤك من حولك... سماؤك ممطرة ليعم الخير على الجميع.. جميع من حولك رغم قساوتهم عليك.. ورغم ابتعادهم عنك في زمن الحاجة والعوز..؟؟ هل تحلم بأن يزول انقباض صدرك..؟؟ هل تحلم بالهواء الجديد، النظيف..؟ هل تحلم بالمياه العذبة الصافية... والأنهار الجارية.. والبحار الهادئة..؟؟ هل تحلم بأن تمسح الغبار والعفن عن ذكرياتك وأحلامك..؟ هل تحلم بأن تعيش بين الغيوم.. بين السماء والأرض.. بعيداً عن الجن والملائكة.. تحت قبعة الشمس وقبة السماء.. بين الحياة والموت..؟؟ هل تحلم بأن ترفض تلا فيف دماغك الألم..؟؟ هل تحلم بأن ينبض قلبك بالحب من جديد بعد أن تحول إلى صخرة صماء بحاجة إلى عالم آثار سيتعب ليكشف سرها...؟؟ هل تحلم بأن تلتقي بالحبيب والصديق المخلص الوفي الصادق في زمن نضبت فيه كل آبار القيم الجميلة..؟؟ تفكر بالهروب من زمن الخداع والكذب والمنافقة..؟؟!! تحلم بالوصول إلى عالم الإنسان والإنسانية...؟!! تحلم بالحياة وقد أخذت تذكرتك بين الأموات..؟!! تعيش ولا تعيش.. تحلم وتحلم.. ولا تستطيع تحقيق جزء من أحلامك.. تريد أن تبدل العالم الذي بداخلك.. دمك... قلبك... حتى أعضاءك..؟ تحلم بأن تفسر ما لا يفسر.. تركب الموج وحيداً.. تبحث عن شراع يوصلك إلى ضفة الأمان..؟! لا تجد أحداً يدلك كيف السبيل إلى ذلك..؟ ويبقى بداخلك الحلم... تنتظر شروق الشمس لتبدأ رئتاك باستنشاق عبير جديد...!! وفي النهاية لا تعرف طريقك...!! بل تبقى كورقة خريفية في مهب الريح..!! في دروب الحياة تبحث عن منارة تدلك على طريق النجاة..!! كم أنت بائس...؟!! تحلم بأن يخلع ليلك عباءته السوداء ويرتدي نهارك ثوب الأمل والفرح من جديد... لم يعد ينفع أن تظل هكذا.. كن نفسك واخرج، اصرخ بصوت عال: أنا موجود معكم وبكم أيها الذين مثلي.. وتيقن أنه لا حياة دون أحلام.. قدرنا أن نعيش ونحن نسعى إليها حتى ولو كانت لعنات القدر مستمرة.. فقدرنا أن ننادي حتى ولو لم يسمعنا أحد..!!
|
|||||||||||||||||||||||||||
