«خودوروفسكي»، ومنذ شبابه، اختار الشعر طريقاً، إنه الطريق الذي يبدأ بالرفض والمواجهة، ولهذا اختار مع الشاعر «نيكانور بارا» أن «يمشيا بخط مستقيم لقطع المدينة بأكملها دون أي انعطاف»!
هل يمكن للشاعر أن يمشي بخط مستقيم دون أي انعطاف؟!
الشعر ليس حالة رفض شفهي، أو كتابي، وليس تحرراً شعاراتياً، الشعر، وكما آمن به «خودوروفسكي» أن تكون مستعدا لخسارة كل شيء، كل احتمالات الخسارة قائمة في سبيل الشعر» ولهذا رفض البقاء في دكان والده، واختار طريقه رافضاً كل الترتيب المسبق لحياته، الذي يناسب الآخرين، لا ما يناسب الشعر، ولأن الشعر حرية.. وانعتاق.. ورفض.. ومواجهة مع الذات أولاً، يغدو الشعر طريقة في التفكير وطريقة في ممارسة الحياة.
يمتلك الشعر ما لا يملكه الشاعر: البقاء والخلود.
لهذا ينتهي الشعر ما لم يُكتب بكل نسغ الروح.. بأعمق حس، وأشفّ حدس.. أما ما يخترق المألوف، وما يمزق الكليشيهات، وما يتصادم مع المسكوت عنه، وما يتغلغل في عمق اللاشعور واللامرئي فهو الشعر الذي لا ينتهي أبداً.