رسم دافينشي «مخلص العالم» مطلع القرن الـ 16، وجاء أول ذكر لها في المجموعة الفنية لملك إنجلترا كارل الأول، وذكرت للمرة الثانية عام 1763 عند عرضها للبيع في المزاد العلني، ثم عادت اللوحة فاختفت مرة أخرى، ولم يتحدث عنها أحد حتى ظهورها في مجموعة أحد أغنياء إنجلترا فردريك كوك، واعتبرها الخبراء حينها مرسومة بريشة أحد تلاميذ دافينتشي.
لهذا السبب اشتراها مزاد سوثبي مقابل 45 جنيه استرليني فقط، وبعد مضي نصف قرن في عام 2005، ظهرت في مزاد محلي بالولايات المتحدة، وبيعت بسعر 10 آلاف دولار. ومنذ ذلك الحين كانت اللوحة موضع اهتمام الخبراء والمختصين بأعمال دافينشي، وأجريت عليها عمليات ترميم وصيانة استمرت ثلاث سنوات.
حصل الملياردير الروسي دميتري ريبولوفليف، الذي يعد أحد أغنى 20 شخصية روسية على «مخلص العالم» عام 2013 مقابل 127.5 مليون دولار، من تاجر اللوحات الفنية إيفا بوفييه. وعرضها وفقاً للتقديرات الأولية لسعرها الذي يبلغ 100 مليون دولار، وبعد منافسات بين الراغبين بشرائها قفز السعر إلى 400 مليون دولار، ما يجعل السعر الفعلي بعد الضرائب ونسبة المزاد 450.3 مليون دولار، لتصبح لوحة «مخلص العالم» لليوناردو دافينشي أغلى قطعة فنية بيعت في التاريخ.
يذكر أن ليوناردو دافينشي من أعظم الفنانين التشكيليين في عصر النهضة الإيطالية، أما أشهر لوحاته على الإطلاق فهي لوحة «الموناليزا»، وقد رسمت ما بين 1503-1505، حيث كان موديل الصورة هي ليزا غيرارديني، زوجة تاجر حرير من فلورنسا اسمه فرانشيسكو ديل جيوكوندو، وهذا ما يكسب لوحة «مخلص العالم» أهمية شديدة لأنها أولاً رسمت في نفس التوقيت تقريباً مطلع القرن الـ 16 كما يعتقد بعض الخبراء (يعتقد آخرون أنها رسمت قبل ذلك التوقيت مع لوحة «العشاء الأخير» في الفترة ما بين 1495-1498)، وثانياً لأنها اللوحة الأخيرة لدافينشي خارج المتاحف والمعارض، وربما كان ذلك هو السبب الرئيسي في ارتفاع قيمة المزاد على هذا النحو قياساً بالتقديرات الأولية لسعر اللوحة.