ففي الأيام القليلة الماضية تجاوز (الأخضر اللعين) عتبة الـ /630/ ليرة في حين قفز (الأصفر البراق) عيار /21/ إلى ما فوق الـ /25/ ألفاً والأمور آخذة بالتفاقم، وليس هناك من يستطيع أن يقنع بائع خيار ـ بعد أن ارتفعت بضاعته خمسة أو ستة أضعاف خلال العيد وما بعده ـ بأن هذه الارتفاعات (وهمية)، لأن التطنيش والتعامي داءان معديان, وقد وصلت العدوى إلى باعة كل شيء حتى البقدونس، وكل بائع أو تاجر قام بتركّيب (بوبين) على أسعاره بدل أن يركّب في أذنه سماعة أو يضع نظارة لرؤية حالة الضيق والفقر المتصاعدة على إيقاع الصمت الحكومي الرهيب..!!
واللافت أيضاً أن أشهر السنة أيضاً قد تحالفت ضد المستهلك السوري مع الوزارة التي تزعم حمايته، ودخلت في منافسة حامية الوطيس للفوز بقلبه الطيب ولو أدى ذلك إلى القضاء عليه (لا سمح الله)، فكل شهر يحشد متاعبه ومصاعبه وهمومه في مواجهة هذا المستهلك (المعتر) لسحب ما في جيوبه، وقد استطاع شهر آب الجاري أن يجمع الرصيد الأكبر المؤهل لحصد لقب (شهر النكبات)..!!
وفي إنجازاته الامتحانات التكميلية ومفاجآتها، عطلة العيد وتكاليفها، فترة الاصطياف ومستلزماتها، المدارس وتحضيراتها، مونة المنازل واحتياجاتها..إلخ، وهذا ما دفع بشهر (شباط) الذي خرج من المنافسة مبكراً بسبب نقص مزمن في أيامه للاحتجاج، فحشد كل معطياته للتنغيص على الشهر الفائز، ومما قاله إن (السورية للتجارة) خفضت سعر لحمة الهبرة بمقدار/300/ ليرة قبل العيد وهو ما دفع الناس إلى الوقوف بالدور أمام صالات بيع الهبرة، والبعض طالب (ببطاقة ذكية) لتنظيم الدور وتلافي الازدحام..!!