تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


بوابــــــة إدلــــب.. مــــــــاذا يعنـــــي مفتــــــاح خــــــان شـــــيخون؟!!.

دائرة الدراسات
دراسات
الجمعة 23-8-2019
لم تكن عملية خان شيخون خارج السياسة التكتيكية للجيش السوري الذي يعتمد عزل المنطقة وتطويقها من ثم تحريرها،

فبعد أن سيطر الجيش السوري على أغلب التلال المشرفة على المدينة من الجهة الغربية والشمالية الغربية، تمكن من الوصول إلى الطريق الدولي حلب-دمشق، وقطع خطوط إمداد المسلحين من الجهة الشمالية للمدينة بقضم تدريجي وتحركات مدروسة ومنسقة جيداً مع الغطاء الجوي الداعم لهذه العملية.‏

لمدينة خان شيخون أهمية كبرى على المستوى العسكري والسياسي والجغرافي، فضلاً عن رمزيتها بالنسبة للإرهابيين ومن وراءهم، فهي مسرح التمثيل لكسب التعاطف الدولي، ففيها قامت جماعة (الخوذ البيضاء) بإخراج مسرحيات الكيميائي في 30 آذار 2017، من أجل خلق ذريعة لشن عدوان غربي على سورية.‏

فجغرافياً تعد خان شيخون أكبر مدن ريف إدلب الجنوبي، وتبعد مسافة 35 كم عن مدينة حماة و 70كم عن إدلب المدينة و100كم عن مدينة حلب، وتقع على الطريق الدولي حلب - دمشق في موقع استراتيجي حيوي مهم، وإلى جانب كونها كبرى مدن ريف إدلب الجنوبي، يشكل الطريق الدولي الذي يمر منها شرياناً حيوياً يربط بين أبرز المدن في سورية، من حلب شمالاً مروراً بحماة وحمص وسطاً ثم دمشق، وصولاً إلى معبر نصيب الحدودي مع الأردن جنوب سورية.‏

ولهذا الموقع الجغرافي أهمية عسكرية كبرى، فسيطرة الجيش السوري على خان شيخون تمكنه من حماية نقاطه ومواقعه المنتشرة في ريف حماة الشمالي الغربي، فضلاً عن تأمين النقاط الروسية هناك بشكل أكبر، إضافة إلى إبعاد الخطر عن الطريق الاستراتيجية التي تصل حماة بالساحل حيث قاعدة حميميم الروسية في اللاذقية (التقليل من إمكانية استهداف القاعدة)، ووضع موطئ قدم لشن عمليات عسكرية باتجاه جبال ريف إدلب، إضافة إلى عزل النقطة التركية في مورك عن محور خان شيخون المتصل بها في ريف إدلب الجنوبي، ما يعني التقليل من فاعلية النقطة التي لا يزال مصيرها مجهولاً إلى الآن، ولا سيما أن الخط الدفاعي الأول للإرهابيين في إدلب كسر وسط انسحاب جماعي من قرى وبلدات عدة في ريف حماة، وهذا يتيح تقدم الجيش باتجاه مناطق جديدة في عمق إدلب.‏

ومع كل هذه التطورات الميدانية لا بد لتركيا أن تتراجع، ما ينعكس بدوره على العملية السياسية، فعزل نقطة المراقبة التركية التاسعة الموجودة في مورك في ريف حماة الشمالي، من شأنه أن يشكل ضغطاً على تركيا، وإعطاء روسيا فرصاً أكبر في إدارة الطريق الدولية حلب - دمشق، وحلب - اللاذقية، التي تشكل محوراً مهماً في مفاوضات سوتشي بين تركيا وروسيا وإيران، إضافة إلى أن القضاء على التنظيمات الرافضة لمسار آستنة مثل (جيش العزة) و(جبهة النصرة)، الأمر الذي سيفتح الباب أمام الحلول السياسة كونها كانت تقف عائقاً أمام القرارات والمخرجات السياسية فهي ليست طرفاً في الحل السياسي. إذاً تحرير خان شيخون وقد تم يعني أنه لا توجد خطوط حمر تقف أمام تقدم الجيش العربي السوري، ما يكسر ويكذب كل النظريات والأحلام التي راهنت كثيراً على الاستعصاء في إدلب وأن الحلول هناك معقدة، وإذ بالجيش العربي السوري يبدأ بفك هذه العقد..‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية