وفي تصريح صحفي قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أمس: ليست العودة إلى مجموعة السبع الكبار أي الثماني الكبار سابقا، غاية بحد ذاتها بالنسبة لروسيا، وفي أي حال من الأحوال، ترى روسيا أن مناقشة قضايا عالمية شاملة، جيوسياسية أو أمنية أو اقتصادية، في غياب الصين والهند ومجموعة كبيرة من الدول الأخرى، ليست أمرا مثمرا جدا في الظروف الراهنة.
وأضاف أنه ومن هذا المنظور تبدو صيغ أخرى كصيغة مجموعة العشرين الكبار على سبيل المثال، أكثر نجاعة.
ونوه بيسكوف بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكد اهتمام موسكو بالتواصل مع دول أخرى أيا كانت الصيغة.
وكانت قد أطلقت مؤخرا من كلا ضفتي الأطلسي إشارات واضحة حول احتمال عودة روسيا للمشاركة في قمم دول مجموعة الثماني، وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب هو من بادر بالحديث قبيل قمة «مجموعة السبع» في كندا العام الماضي عن ضرورة استعادة روسيا العضوية في هذه المجموعة، لأن أهم القضايا الإستراتيجية لا يمكن حلها دون حضور روسيا وراء الطاولة.
وأيد رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي موقف ترامب، لكن باريس لم تبد حماسا إزاءه ووصفه بالمتناقض كونه يأتي بالتوازي مع مواصلة ترامب فرض عقوبات على روسيا، كما تحفظت على هذه الفكرة برلين ولندن، مطالبتين أولا بتحقيق تقدم على مسار تسوية الأزمة الأوكرانية، التي بسببها قرر الغرب وقف العمل مع روسيا بصيغة مجموعة «الثماني الكبار» «G8»عام 2014.
لكن هذا العام يبدو الرئيس الفرنسي وكأنه يتسابق مع ترامب في «مغازلة» روسيا نوعا ما دون أن تلغي ذلك بطبيعة الحال الخلافات المعروفة والملفات الشائكة مع موسكو.
فخلال محادثات «ودية» أجراها مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين الاثنين الماضي ركز ماكرون على تأكيد انتماء روسيا الأوروبي وضرورة التقارب وتعزيز الثقة المتبادلة وبناء هيكلية أمن جديدة بين روسيا وأوروبا، وكأنه أصغى لنصيحة وزير الخارجية الفرنسي الأسبق الذي دعا القارة العجوز إلى استباق ترامب في تصحيح علاقاتها مع روسيا، محذرا من أن الأخير إذا ما أعيد انتخابه، سيعيد إطلاق الديناميات في العلاقات بين بلاده وروسيا، دون مراعاة مصالح أوروبا.
ويرى البعض أن ماكرون المعتنق لقيم البيت الأوروبي الواحد، والطامح لدور قائد أوروبا يعتبر إصلاح العلاقة مع روسيا مسلمة لا غنى عنها لإعادة ترتيب هذا البيت الذي يواجه تحديات داخلية خطيرة، بما فيها تلك الناجمة عن «بريكست»، ويتعرض لحملة ضغط وابتزاز أمريكية تشمل القضايا الاقتصادية والتجارية والدفاعية من الخارج.
لكن إضافة إلى ضرورة الاستفادة من «علاقة جديدة بناءة» مع روسيا في وجه «غطرسة» ترامب، يوجد هناك، على ما يبدو، اعتبار آخر لا يقل أهمية وراء «انفتاح» ماكرون الحذر أمام روسيا، الذي كان من آخر تجلياته الدعم الفرنسي لعودة روسيا إلى الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا في حزيران الماضي.
وجهر بهذا الرئيس الفرنسي نفسه خلال لقائه الأخير مع بوتين عندما قال: إذا تخلت أوروبا عن دولة عظمى كروسيا، فهي ستدير ظهرها لأوروبا وستلتفت إلى الصين بشكل كامل، وذلك ليس في مصلحة فرنسا ولا الاتحاد الأوروبي.
ويبدو أن هاجس التقارب الروسي الصيني هذا يشغل بال ترامب أيضا، لا سيما في خضم الحرب التجارية التي شنها على الصين وفي ظل تنامي النفوذ الصيني في مناطق عبر العالم تعتبرها واشنطن حساسة بالنسبة لمصالحها الأمنية والاقتصادية.
وإذا كانت الحاجة إلى روسيا كعنصر توازن هام في الشؤون الأوروبية أحد مبررات «نهج ماكرون الجديد» تجاه موسكو، فإن إدراك حقيقة دور روسيا ومكانتها في المعادلة الدولية الحالية جمع ماكرون في قارب واحد مع ترامب رغم افتقار الزعيمين لمشاعر دافئة تجاه بعضهما وخلافاتهما حول جملة من المسائل الجوهرية.
وحسبما أفادت الصحفية في قناة «سي إن إن» الأمريكية كايلي أتوود نقلا عن مصادر في البيت الأبيض، فإن ترامب وماكرون أجريا مكالمة هاتفية اتفقا خلالها على دعوة روسيا لحضور قمة «مجموعة السبع» المزمع عقدها عام 2020 في الولايات المتحدة بل وزعمت أتوود أن ماكرون هو الذي تقدم بهذا الاقتراح.
الغرب يغازل روسيا قبيل قمة السبع للعودة إلى «G8»..موسكو: العودة إلى «الثماني الكبار» ليست غايتنا
الصفحة الأولى
جددت روسيا تأكيدها أمس أنها لا تعتبر عودتها إلى مجموعة «الثماني الكبار» غاية بحد ذاتها، مشيرة إلى وجود صيغ أخرى تتيح حل مسائل كثيرة بفعالية أكبر.
وفي تصريح صحفي قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أمس: ليست العودة إلى مجموعة السبع الكبار أي الثماني الكبار سابقا، غاية بحد ذاتها بالنسبة لروسيا، وفي أي حال من الأحوال، ترى روسيا أن مناقشة قضايا عالمية شاملة، جيوسياسية أو أمنية أو اقتصادية، في غياب الصين والهند ومجموعة كبيرة من الدول الأخرى، ليست أمرا مثمرا جدا في الظروف الراهنة.
وأضاف أنه ومن هذا المنظور تبدو صيغ أخرى كصيغة مجموعة العشرين الكبار على سبيل المثال، أكثر نجاعة.
ونوه بيسكوف بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكد اهتمام موسكو بالتواصل مع دول أخرى أيا كانت الصيغة.
وكانت قد أطلقت مؤخرا من كلا ضفتي الأطلسي إشارات واضحة حول احتمال عودة روسيا للمشاركة في قمم دول مجموعة الثماني، وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب هو من بادر بالحديث قبيل قمة «مجموعة السبع» في كندا العام الماضي عن ضرورة استعادة روسيا العضوية في هذه المجموعة، لأن أهم القضايا الإستراتيجية لا يمكن حلها دون حضور روسيا وراء الطاولة.
وأيد رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي موقف ترامب، لكن باريس لم تبد حماسا إزاءه ووصفه بالمتناقض كونه يأتي بالتوازي مع مواصلة ترامب فرض عقوبات على روسيا، كما تحفظت على هذه الفكرة برلين ولندن، مطالبتين أولا بتحقيق تقدم على مسار تسوية الأزمة الأوكرانية، التي بسببها قرر الغرب وقف العمل مع روسيا بصيغة مجموعة «الثماني الكبار» «G8»عام 2014.
لكن هذا العام يبدو الرئيس الفرنسي وكأنه يتسابق مع ترامب في «مغازلة» روسيا نوعا ما دون أن تلغي ذلك بطبيعة الحال الخلافات المعروفة والملفات الشائكة مع موسكو.
فخلال محادثات «ودية» أجراها مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين الاثنين الماضي ركز ماكرون على تأكيد انتماء روسيا الأوروبي وضرورة التقارب وتعزيز الثقة المتبادلة وبناء هيكلية أمن جديدة بين روسيا وأوروبا، وكأنه أصغى لنصيحة وزير الخارجية الفرنسي الأسبق الذي دعا القارة العجوز إلى استباق ترامب في تصحيح علاقاتها مع روسيا، محذرا من أن الأخير إذا ما أعيد انتخابه، سيعيد إطلاق الديناميات في العلاقات بين بلاده وروسيا، دون مراعاة مصالح أوروبا.
ويرى البعض أن ماكرون المعتنق لقيم البيت الأوروبي الواحد، والطامح لدور قائد أوروبا يعتبر إصلاح العلاقة مع روسيا مسلمة لا غنى عنها لإعادة ترتيب هذا البيت الذي يواجه تحديات داخلية خطيرة، بما فيها تلك الناجمة عن «بريكست»، ويتعرض لحملة ضغط وابتزاز أمريكية تشمل القضايا الاقتصادية والتجارية والدفاعية من الخارج.
لكن إضافة إلى ضرورة الاستفادة من «علاقة جديدة بناءة» مع روسيا في وجه «غطرسة» ترامب، يوجد هناك، على ما يبدو، اعتبار آخر لا يقل أهمية وراء «انفتاح» ماكرون الحذر أمام روسيا، الذي كان من آخر تجلياته الدعم الفرنسي لعودة روسيا إلى الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا في حزيران الماضي.
وجهر بهذا الرئيس الفرنسي نفسه خلال لقائه الأخير مع بوتين عندما قال: إذا تخلت أوروبا عن دولة عظمى كروسيا، فهي ستدير ظهرها لأوروبا وستلتفت إلى الصين بشكل كامل، وذلك ليس في مصلحة فرنسا ولا الاتحاد الأوروبي.
ويبدو أن هاجس التقارب الروسي الصيني هذا يشغل بال ترامب أيضا، لا سيما في خضم الحرب التجارية التي شنها على الصين وفي ظل تنامي النفوذ الصيني في مناطق عبر العالم تعتبرها واشنطن حساسة بالنسبة لمصالحها الأمنية والاقتصادية.
وإذا كانت الحاجة إلى روسيا كعنصر توازن هام في الشؤون الأوروبية أحد مبررات «نهج ماكرون الجديد» تجاه موسكو، فإن إدراك حقيقة دور روسيا ومكانتها في المعادلة الدولية الحالية جمع ماكرون في قارب واحد مع ترامب رغم افتقار الزعيمين لمشاعر دافئة تجاه بعضهما وخلافاتهما حول جملة من المسائل الجوهرية.
وحسبما أفادت الصحفية في قناة «سي إن إن» الأمريكية كايلي أتوود نقلا عن مصادر في البيت الأبيض، فإن ترامب وماكرون أجريا مكالمة هاتفية اتفقا خلالها على دعوة روسيا لحضور قمة «مجموعة السبع» المزمع عقدها عام 2020 في الولايات المتحدة بل وزعمت أتوود أن ماكرون هو الذي تقدم بهذا الاقتراح.