واستجداءً لنجدة من واقع ميداني في ريفي إدلب وحماة بعد أن أحكم الجيش العربي السوري طوقه العسكري جيداً على أنفاسهم، فلا مخرج لإرهابيي أردوغان من وحل الخسارة التي غاصوا بها عميقاً، ولا أطواق النجاة التركية التي سارعت أنقرة لإلقائها لهم قادرة على انتشالهم.
صفعات الشمال التي تتوالى على وجوه رعاة الإرهاب ومشغليه، ليست كغيرها من الصفعات الموجعة التي تلقاها محور العدوان على سورية وفي مقدمتهم النظام التركي، ومعركة تحرير الشمال ليست كباقي معارك التحرير لجهة مفصلية حسمها وخصوصيتها وبعدها الاستراتيجي العسكري وانعكاساتها السياسية على الملف السوري ككل الذي كثيراً ما تاجر به أعداء الدولة السورية، وادّعوا مراراً حرصهم على إيجاد حلول للأزمة التي صنعوها ووضعوا عصي العرقلة والتعطيل على مجريات حلّها سورياً.
وإسفين الشمال الذي يدقّ في نعش المشاريع التوسعية التركية ليس كباقي الأسافين فمن خلاله ستتهاوى تحصينات إرهابية تخندق أروغان كثيراً في أوكارها، وتلطّى على الدوام خلف قش الاتفاقات بشأنها، فالتقدم السوري في الرقعة الشمالية من الجغرافيا السورية سيوئد مؤامرة المنطقة الآمنة المعمول على حبك خيوطها الاستعمارية تركياً وأميركياً في مهدها الشيطاني، لذلك يستميت أردوغان وزمرة إرهابه بكل ما لديهم من وسائل إجرامية لمنع اكتمال الإنجاز السوري شمالاً، تارة بتسوّل تهدئة وطلب هدن لملمة التشظي الإرهابي ورتق ثقوب الهزائم، وتارة بفتح خزائن التسليح التركي لإنقاذ الأدوات من مستنقع اندحارهم.
الدولة السورية ماضية في استراتيجية صون وحدة أراضيها ودحر الإرهاب عن كامل خريطتها وتأمين المدنيين، وستغلق بوابة الإرهاب الشمالية قريباً ولو كره أردوغان ومن يشدّ على أيدي تطاوله العدواني، وفي إدلب ستكون الكلمة الفصل لرجال الجيش العربي السوري في ميادين المعارك أبلغ من كل تشدقات وبعبعات النظام التركي الذي بدأ يفقد آخر أوراق احتياله التي استثمر فيها لسنوات ثمانٍ من عمر الحرب على سورية التي أجج نارها الإرهابية متوهماً تحصيل أطماع استعمارية بالأرض السورية من ورائها.