تطالها بكل ماهو كاذب ومزيف ومشوه في سورية ومصر والعراق واليمن وباقي الدول العربية وتعمد في أماكن عدة على تلميع صور شخصيات كانت في خيانة الأوطان عنوان وفي بيع فلسطين لإسرائيل عناوين.
تلك الفيديوهات تعرض بطرق جميلة ومرتبة ومنمقة وبأصوات إذاعية جاذبة ومتقنة، أي إنها من حيث الشكل والإخراج والعنوان تجبرك على حضورها، وهنا تكمن الخطورة القاتلة حيث أن الكثيرين من أبناء الجيل الجديد لا يقرأ التاريخ جيدا فتأخذه تلك الصور الجميلة بمضامينها المزيفة والمشوهة للحقيقة والحق.
الالتباس الذي تحدثه كتب التاريخ سواء القديمة منها أو الحديثة يتلاشى لأن من يقرأ هم النخبة ويمكن لهؤلاء ضمن مساحات القراءة المفتوحة لديهم أن يميزوا بين ماهو حقيقي وماهو مزيف، ومساحة التقاطعات في التاريخ تسقط الكثير من المعادلات التي نشأت على حساب الأحداث الحقيقية.
أما تلك الفيديوهات التي هي بمتناول العامة والذين ربما لا يقرأ أحدهم كتابا واحدا على مدار العام تجذبه أدواتها و عناوينها ومضامينها دون أن يلتفت إلى مدى صدقها أو زيفها، لأن من يصنع تلك الفيديوهات يستهدف من خلالها هذه الشريحة الواسعة التي لاتعنى بالتأني والتمعن لإفراغ بقايا مااحتوته جعبتهم من حقد واستهداف نتمنى أن تقوم مؤسسات حكومية وأهلية بالتصدي لمثل هذه الظاهرة الخطيرة وأن تتولى مهمة التمعن والتدقيق في الحيثيات التي يحاول أعداء أمتنا جمعها وطرحها بين يدي الجيل الجديد ضمن خطط ممنهجة لإحداث الالتباس كتتويج لشكل جديد من أشكال العدوان على تاريخنا وحاضرنا ومستقبلنا وسيادتنا.