البعض من خبراتنا يؤكد أن السبب في هذا التراجع إنما يعود لهجرة الكثير من لاعبينا وخصوصاً الأبطال منهم، إضافة للظروف الصعبة التي وقفت حائلاً دون تأمين الاستعداد المناسب لمنتخباتنا والتي انعكست سلباً على واقعها. أما الحل فيكمن في تأمين الدعم المناسب لخوض العديد من المعسكرات الخارجية وإعادة ألق هاتين اللعبتين, فيما يؤكد البعض الآخر أن الظروف الصعبة ليس أكثر من شماعة اعتاد البعض تعليق أخطائه عليها، متناسياً أن المحسوبيات الشخصية الضيقة وعدم انسجام اتحادات الألعاب فيما بينها تسبب في عدم قدرتها على ترتيب أوراقها، ولا ننسى ابتعاد أنديتنا عن العمل الرياضي الصحيح ونسج أرضية صحيحة في هاتين اللعبتين نجم عنه ترهل واضح وتراجع مخيف. والحل يكمن في تعاون جميع المفاصل الرياضية لتجاوز هذه الهوة وإعادة هاتين اللعبتين الشعبيتين إلى طريق التألق من جديد .
لاشك أن كل ما ذكر صحيح ويستحق الوقوف عنده، مع الإشارة إلى أن المرض المستفحل بكرتنا وسلتنا ليس جديداً، فقد أصبح واقعاً اعتاد عليه عشاق هاتين اللعبتين. وكي نربط الورقة بالقلم رأينا بأم أعيننا كيف خرج منتخبنا السلوي الأول عام 2004 من الدور الأول وبشكل مخجل ومعنويات متواضعة، بعد أن حجب عنه اللباس الأنيق وغاب عنه التنظيم الجيد.
أما كرتنا فليس الخروج الرمادي الذي سجلته في التصفيات الأولمبية إلا دليلاً واضحاً على ترهلها .
إذاً سلتنا وكرتنا في ميزان الخسارة والتراجع إن لم نقل الفشل من جديد، والعلاج لا يستوطن في مفصل واحد فالكل مسؤول بدءاً من أصغر المفاصل وصولاً ليس فقط إلى القيادة الرياضية التي يفترض بها معالجة الأخطاء وإبعاد الفاسدين، وإنما لحكومتنا الرشيدة التي يفترض بها وضع الواقع الرياضي في منظارها، والعمل على دعمه مادياً أسوة بدول مجاورة, وإذا كان ما يتعرض له وطننا الغالي السبب في غياب هذا الدعم، فالقادمات من الأيام وبعد زوال تلك الغيمة السوداء عن سماء الوطن, تحمّلها مسؤوليات كبيرة تجاه رياضتنا وواقعها المتردي.