وربما يلفتنا اسم المخرج أو شارة البرنامج، ولكن من منا يتوقف عند اسم الكاتب الذي استطاع أن يصوغ هذه الحبكة المقنعة، أو ذاك التسلسل الدرامي أو تلك الأحداث التي تلامس تفاصيل حياتنا في أكثرها قربا وحميمية من أرواحنا المتعطشة دوما لمن يرسم لنا دروبا كانت قد مرت في حياتنا ولاتزال وقع خطواتنا شاهدا حيا على أنه من هنا بدأت حكايتنا.
وما أثار شجوني حول هذا الأمر خبر قرأته عن مهرجان فني استذكاري سيقام للاحتفاء بإحدى الشخصيات الأدبية العالمية في مسقط رأسه رغم مرور سنوات بعيدة على رحيله، والمهرجان يتضمن عروضا لأهم أعماله الأدبية التي تحولت الى أعمال مسرحية أو سينمائية ومحاضرات تعريفية بسيرته الذاتية ليظل حاضرا في ذاكرة الأجيال.
ولايختلف اثنان على غنى أجندتنا السورية بالمبدعين من الفنانين والشعراء وكتاب القصة والرواية الذين أغنوا الساحة الأدبية بعطاءاتهم وكانت لهم بصمتهم اللافتة كل في محراب صومعته التي علينا أن نجزي لهم التكريم، ونعيدهم الى الذاكرة احتفاء وتقديراً، فهم مبدعونا الذين حملوا في أعماقهم قضايا الوطن ودافعوا عنها بكل ماأتوا من قوة الكلمة وسحرها.
ربما احتفت السينما والشاشة الفضية ببعض أعمالهم، فحولتها من المقروء الى المرئي فكانت أكثر قرباً من شرائح المجتمع الذي هجر في غالبيته الكتاب الى غير رجعة، فكانت الصفقة ذات وجهين، الوجه الأول هو تحقيق الشهرة من خلال اسم الكاتب المصنف بالنجم الأول، وتحقيق حضور جماهيري كبير يعود بعجالة نقدية تفرح القلب وتسعد النفس.
ولكن ماذا بعد ذلك؟ هل تنتهي المهمة عند شباك التذاكر أم في الأفق ماهو أبعد من ذلك وعلى رفوف المكتبات لاتزال أصوات تستجدي من ينفض الغبار عنها؟!