انتخابات برلمانية في سورية، وتشكيلة حكومية قادمة لم تنزل في جدليتها يوماً عن طاولة المفاوضات الدولية، ومعركة مصيرية في حلب تحدد الحجم القادم للمتواجدين على طاولة الملف السوري، ومع ذلك لاتعليق ولاحتى على مواقع التواصل الاجتماعي لصفحات مشاهير السياسة الأميركية ومن لف لفيفهم من منظري الديمقراطية.
هي ليست دعوة للأميركيين وأصدقائهم من محيطنا الجائر الى الخليج النائم سياسياً، للتدخل في شؤووننا، ولكنه نوع من المقارنات بين الأمس السوري المتفجر بمشاهد من التصريحات والتنظير بالحريات وضرورتها للشعب السوري عندما كان يتراكض الجميع مخافة على الديمقراطية وممارساتها في سورية، وبين ايامنا هذه التي يتلاشى فيها ثلاثة ارباع اللسان الغربي في حكاياه عن الشرعية والديمقراطية , فهل فقد الغرب شهية الحديث عن سورية، أم ان المشهد بات في انحسارات الأهداف ووضوحها أكثر ضيقا للحديث الغربي عن رسائل التبشير الديمقراطي !!
من يطرح الفدرلة والتقسيم في سورية لن يأخذنا بعد لمتاهات الخوف على حقوق الشعوب وسياداتها، مثالنا على ذلك الكذبة الأميركية التي صمتت على تخليص العراقيين من الديكتاتوريات بعد غزوهم ..فهي عادة واشنطن في رمي شراراة الديمقراطية لاشعال حرائق البلدان ثم تتلاشى كليا فكرة حقوق الانسان، التي تربح أميركا المرتية الأولى في انتهاكها اذا كان للنيات حساب.
تصمت واشنطن بينما تنتقل دمشق الى ضفة زمام المبادرات عسكرياً وسياسياً.. من الميدان خاصة في حلب إلى التمسك بالدستور لدرجة أنها في ذروة الأزمة لم تخلف استحقاقاً واحداً بل أضافت لبرلمانها وثيقة حريات اخرى نتمنى ان تكررها في تشكيلة الحكومة القادمة.
سورية دولة مؤسسات لذلك لم يكن لتعاقب وتغيير الحقائب الوزارية تأثير على ادارة الأزمة رغم أن جدلية العملية السياسية كانت كلها تصب في شكل الحكومة السورية على الطاولة الدولية، التي عجز الغرب عن تطعيمها بما لايلائم السوريين من مسوخ الشخصيا ت المعارضة، التي لم ترق لإدارة حوار في جنيف، لذا بقيت حصة المعارضة في الحكومة من معارضة الداخل كما وجب أن تكون في اي بلد يحترم سيادته.
صمت واشنطن عن القفزات السورية ليس من ذهب، بل لأن كلام دمشق من احتراف سياسي أدار الأزمة بثبات رغم كل المتحولات حوله، وما كان ينقص الغرب في عجز صمته سوى عشاء سوري آخر بين القيادة والجيش السوري ما دفع اوباما لان يأخذ (سيلفي ) مع الصمت بعد فشل ذريع في اختراق بوابات دمشق