في مكتبة الأسد الوطنية بدمشق أمس بضرورة مأسسة عملية التعاون بين الجهات العلمية البحثية والقطاعات الإنتاجية والخدمية فيما بينها من جهة وبين الباحثين السوريين المغتربين من جهة أخرى.
ودعا المشاركون الهيئة العليا للبحث العلمي إلى إعداد برنامج للتواصل مع الباحثين السوريين المغتربين ضمن استراتيجية متكاملة لمعالجة مشكلاتهم بالتعاون مع وزارة الخارجية والمغتربين وشبكة العلماء السوريين في المغترب نوسيتيا وتأمين بيئة جاذبة لهم، لافتين إلى أهمية تحويل المؤتمر إلى فعالية دورية مع امكانية اجراء فعاليات متخصصة.
ولفت المشاركون إلى أهمية تشجيع الباحثين السوريين المغتربين على دعوة أقرانهم المقيمين للقيام بزيارات علمية للمؤسسات البحثية التي يعملون بها في المغترب بهدف اكتساب معارف جديدة وكذلك تشجيع الباحثين السوريين المغتربين في الدول التي تعرضت لحروب مدمرة على نقل التجارب الناجحة في إعادة إعمار بنيانها البشري والمادي والحضاري إلى الوطن الأم.
وفي المحور الهندسي أكد المشاركون ضرورة الإسراع في إحداث صندوق دعم الطاقات المتجددة والتركيز على تقنيات العمارة الخضراء في إعادة الإعمار والتطبيق الإلزامي لكود العزل الحراري على جميع الابنية الحديثة وسن قانون يلزم بتركيب أجهزة الطاقة الكهروشمسية على الأبنية الجديدة والمعاد إعمارها.
وفي المحور الطبي والدوائي أوصى المشاركون بضرورة دعم المشاريع العلمية البحثية في المجال الطبي والدوائي النانوي وإحداث معاهد تقانية صيدلانية لرفد مصانع الادوية الوطنية بالكوادر المطلوبة وإلزام مصانع الادوية باتباع أساليب البحث العلمي في تطوير منتجاتها وتدعيم المنتجات الغذائية وخاصة الخبز بالمغنزيوم لنقصه في النظام الغذائي الحديث.
وفي المحور الاقتصادي وتطوير البنى التحتية أشار المشاركون إلى أهمية حوكمة عمل الحكومة والقطاع العام لضمان ترشيد الإنفاق العام في سورية وإقامة مناطق حرة تجارية للدول الصديقة وتضمين قانون الاستثمار الجديد تسهيلات للباحثين السوريين المغتربين لاستثمار نتائج أبحاثهم في سورية، والاستفادة من الباحثين السوريين المغتربين الحقوقيين لمتابعة الدعاوى على الدول الداعمة للإرهاب الذي ضرب سورية والمواءمة بين التسهيلات الممنوحة للمستثمرين والضوابط البيئية.
وفي المحور المعلوماتي تركزت التوصيات على ضرورة تعميم تجربة المعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا في مجال المعطيات الكبيرة واستخدام منهجيات النمذجة لتحليل سلوكيات الاشخاص على وسائل التواصل الاجتماعي للتنبؤ بالمشكلات المتوقعة ومعالجتها وتشجيع اقامة مسرعات أعمال لتحويل مخرجات الابحاث إلى منتجات وخدمات في الجامعات والهيئات المستفيدة وإتاحة الادوات المعلوماتية المتوفرة في الجهات العلمية البحثية للجهات أو الافراد المستفيدة والتوجه نحو استخدام التكنولوجيا للتنبؤ بالعواقب المحتملة على المدى البعيد على الصحة والبيئة والمجتمع.
وتخلل ختام المؤتمر توزيع شهادات التقدير على الباحثين المشاركين فيه.
وكان المؤتمر الذي تقيمه الهيئة العليا للبحث العلمي بالشراكة مع وزارة الخارجية والمغتربين وشبكة العلماء السوريين في المغترب نوسيتيا وهيئة التخطيط والتعاون الدولي والمدرسة العربية للعلوم والتكنولوجيا والجمعية العلمية السورية للمعلوماتية افتتح أمس الاول في دار الأسد للثقافة والفنون بدمشق بمشاركة 22 باحثا سوريا مغتربا من 13 دولة.