أصلاً من أجل تبرير وجودها في هذه المنطقة أوتلك، لذا باتت بحاجة لأعداد كبيرة من المرتزقة والعملاء لتغطية جبهات الصراع تلك، وهو ما تسعى إليه اليوم، حيث أكد تقرير لموقع غلوبال ريسيرش أمس أن الولايات المتحدة قد تلجأ إلى المرتزقة للمحاربة نيابة عنها في فنزويلا وأفغانستان ومناطق أخرى.
التقرير ذكر أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد يلجأ إلى توظيف المرتزقة لشن حروب غير قانونية في أفغانستان وفنزويلا ومناطق أخرى من العالم بعد أن كان قد تعهد قبل الانتخابات بإنهاء حروب أميركا غير المجدية في الشرق الأوسط.
وأضاف من غير المفاجئ في بلد مكرس لما يسمى بـ الأسواق الحرة أن يتبنى فكرة استخدام المرتزقة لخوض حروبه، هذا المفهوم مضمن بالفعل في الحكومة الفيدرالية، وبشكل متزايد منذ أحداث 11 أيلول، حيث غالبية العاملين في مجتمع الاستخبارات وكذلك في الرتب المدنية للبنتاغون هم بالفعل مقاولون بأجر يعملون كمرتزقة في مجال الأمن القومي، كما أن هناك عدداً كبيراً من هؤلاء المستأجرين من الجماعات شبه العسكرية المسلحة العاملة في أفغانستان وأماكن أخرى في الشرق الأوسط وأفريقيا.
وتابع التقرير أن أبرز المدافعين عن جيوش المرتزقة هو إريك برنس، وهو مؤيد صريح لترامب ومؤسس شركة الأمن الخاصة المثيرة للجدل بلاك ووتر والتي ارتكبت في عام 2007 جريمة مروعة قتل فيها 17 مدنياً عراقياً في ساحة النسور في بغداد، وأُدين أحد موظفي شركة برنس في النهاية بالقتل.
في الآونة الأخيرة، كان برنس يدعم شيئاً مشابهاً، بانشاء جيش مرتزقة خاص يضم بضعة آلاف من الرجال من شأنه إسقاط الحكومة الفنزويلية، حيث ناقش برنس موضوع فنزويلا مع المانحين الجمهوريين المحافظين وكذلك مع المليونيريين الفنزويليين الموجودين في ميامي ، وما يسمى بـ المصرفيين والقلة التي أدارت البلاد قبل انتخاب هوغو شافيز في عام 1998 والعديد منهم في المنفى، و كان برنس يسعى للحصول على 40 مليون دولار من الأموال الأولية لهذه العملية.
التقرير أشار إلى أن إدخال جنود أجانب من المرتزقة في فنزويلا يمكن أن يؤدي إلى حروب داخلية في تلك الدول، لكن الجانب الأكثر إثارة للاهتمام في النقاش أن حقيقة ما يجري هو أن أميركا تعادي أي شخصية أو حكومة وطنية تحاول أن تستقل بقراراتها وتبني نفسها بعيداً عن نفوذها وهيمنتها الأمبريالية.
يشار إلى أن فكرة استخدام جيوش من المرتزقة للقيام بالأعمال القذرة للولايات المتحدة في الحروب غير القانونية وغير المعلنة والتي تبعد آلاف الأميال يؤكد بما لا يقبل الشك العدوانية والتدهور الذي حل بأميركا نتيجة سيطرة المحافظين الجدد واللوبي الصهيوني على القرار الأميركي.