لاسيما الأميركيين والأوروبيين رفضها ومعارضتها للدور الذي تدعيه الولايات المتحدة بنشر الديمقراطية في العالم, مشيرة إلى أن هذه المسألة ليست من مهام الولايات المتحدة.
ففي الوقت الذي يسعى فيه الرئيس بوش من خلال جولته الأوروبية ولقائه رؤساء الدول والحكومات الأوروبية وقادة دول حلف شمال الأطلسي في بروكسل لإصلاح العلاقات مع أوروبا وإزالة الخلافات الحادة التي تسببت بها الحرب على العراق ألقى سولانا الشكوك مجدداً على صحة الشراكة عبر الأطلسي وأفسد بذلك الادعاءات المبتهجة التي أطلقها المسؤولون الأميركيون والأوروبيون بأن الرئيس بوش فتح عصراً جديداً في هذه العلاقات.
وقالت صحيفة الديلي تلغراف البريطانية في عددها الصادر أمس إن سولانا عارض الادعاءات الأمريكية بأن الانتخابات الأخيرة في العراق قد برأت قرار الولايات المتحدة لغزو العراق كما عبر عن شكوكه بكون وعود الإدارة الأمريكية بعصر جديد في العلاقات عبر الأطلسي يمكن أن تعني أي شيء.
ونسبت الصحيفة إلى بيتر ماندلسون المفوض الأوروبي لشؤون التجارة قوله إن توني بلير رئيس الوزراء البريطاني كان وسيط سلام رئيسياً بين واشنطن والسلطات الأوروبية وأنه طلب من الرئيس بوش الاستماع إليهم وهذا ما يفعله الرئيس.
من جهة ثانية أظهر استطلاع للرأي نشر أمس أن غالبية شعوب العالم تنظر بتشكك حيال الدور الأميركي في نشر الديمقراطية عبر العالم وتقول إنه ينبغي على الإدارة الأميركية ألا تتولى هذا الدور لاسيما بعد الحرب الأميركية على العراق.
وذكرت /أ.ب/ أن الاستطلاع الذي أجراه مركز ايبسوس لمصلحتها في كل من فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا وكندا والمكسيك وكوريا الجنوبية أظهر أن غالبية شعوب هذه الدول تعتقد أن نشر الديمقراطية في العالم يجب ألا يكون من دور الولايات المتحدة.
وأشارت الوكالة إلى أن الاستطلاع أظهر شكاً عاماً حيال الحملة التي يطلقها الرئيس الأميركي جورج بوش تحت شعار نشر الديمقراطية في العالم ويسعى للحصول على تأييد أوروبي لها.
وأظهر الاستطلاع أن المعارضة لمخططات بوش الديمقراطية بلغت أوجها في فرنسا حيث وصلت نسبتها إلى 84 بالمئة تلتها ألمانيا بنسبة 78 بالمئة وبريطانيا 66 بالمئة فيما تجاوزت النصف في كل من إسبانيا وإيطاليا وكلها تقول إنه ينبغي على الولايات المتحدة عدم تصدير الديمقراطية.
وفي الولايات المتحدة نفسها أظهر الاستطلاع أن 53 بالمئة من الشعب الأميركي يعتقد أنه ينبغي على الإدارة الأميركية ألا تحاول تصدير الديمقراطية إلى العالم.
وقال مايكل ماندلبوم البروفيسور المتخصص بالدراسات الأوروبية بمعهد جون هوبكينز للدراسات الدولية المتطورة إن نتائج الاستطلاع هذه غير مفاجئة نظراً لوجود قلق وامتعاض حيال الولايات المتحدة بشكل عام والإدارة الأميركية بشكل خاص لاسيما بعد الحرب الأميركية على العراق.
بدوره قال مايكل أوهانلون أحد الأعضاء البارزين في قسم دراسة السياسات الخارجية في معهد بروكينغز إنه من الواضح أن حلفاءنا لا يشعرون بالرضا عن خطط بوش لنشر الديمقراطية.
وقد شهدت مدينة بروكسل تظاهرات ضد زيارة الرئيس بوش وجرت مواجهات بين مئات المتظاهرين ورجال الشرطة في شارع لا لوا القريب من مقر المجلس الاوروبي حيث التقى الرئيس بوش رؤساء دول وحكومات الاتحاد الاوروبي.
وردد المتظاهرون هتافات معادية لبوش مثل /بوش عد الى بلدك/ و /بوش لانريدك/ و /بوش لا نريد مجازرك/.