كل هذه التساؤلات طرحها الحوار المفتوح الذي أقيم في المركز الثقافي العربي تحت عنوان ثلاثية الفعل التربوي (الأسرة - المدرسة - المنظمة) ودوره في تفوق الطفل.
حيث تحدثت فيه الدكتورة أمل دكاك, والمربية طهران سليمان بمشاركة عدد كبير من الأهل مع أطفالهم, وأدار الحوار الصحفي صبحي سعيد.
أهمية دور الأم
وقد أشارت د.دكاك إلى أهمية التنشئة والتربية للطفل وثقافته, مؤكدة أنه عندما نؤسس للطفل فنحن نعمل للمستقبل وأي تنمية لابد أن تبدأ من الطفولة, خاصة وأننا في عصر تحد وغزو ثقافي وعولمة والطفل أول ضحاياها, وذلك منذ ربع قرن عندما أدخلنا عليه أفلام الكرتون.
ورأت أن هذه الموهبة الإبداعية عند الأطفال يجب رعايتها بأن نكون بمستوى الطفل, فطفلنا ذكي وعلينا فقط اكتشاف مواهبه وهذا دور مشترك بين الأسرة والمدرسة والمنظمة.
والأهم هو دور الأسرة لأنها الدعامة الأولى للتنشئة, فما يتلقاه الطفل في السنوات الخمس الأولى, هو الأساس في تربيته وكل سلوك يكتسبه خلال هذا العمر سيؤثر عليه في الكبر, وهنا يأتي دور الأم المميز والحيوي, وقد يؤثر عملها في هذه التربية, إضافة إلى دور الأب المغيب في أغلب الأوقات بسبب انهماكه في تأمين لقمة العيش.
وتحدثت عن تراجع دور المعلم وهي تتساءل هل هذا التراجع سببه المنهاج, أم المعلم الذي يحتاج إلى تحسين وضعه المعيشي?...
وانتقلت إلى دور منظمة طلائع البعث في اكتشاف المواهب ورعاية المتفوقين وضرورة متابعتهم بالعمل المتواصل, رغم اقتصار رعايتهم على المناشط اللا صفية.
إذاً فثقافة الطفل ورعاية تفوقه وتنمية مواهبه تحتاج إلى خطة متكاملة, خاصة وأنها لم تعد حكراً على المنزل والمدرسة والمنظمة بل غزتها طرق جديدة, حيث تؤكد الدراسات أن لوسائل الإعلام والاتصال دوراً إنمائياً يؤثر في الطفل منذ الصغر وحتى يكبر.
أهمية دور الأسرة
أما المربية طهران سليمان عضو قيادة فرع دمشق لطلائع البعث, فقد تحدثت بداية عن أهمية دور الأسرة وخاصة الأم التي تتابع تطور أولادها وتحصيلهم العلمي واكتشاف حاجاتهم وميولهم.
ونوهت إلى تعريف الطفل الموهوب عبر استبيان وضعه علماء النفس, فهو الطفل الذي يتعلم بسرعة وسهولة, والذي يعرف موضوعات لا يعرفها الأطفال الآخرون, وهو ملاحظ جيد يستجيب بسرعة, وبعض المعلمين لا يستطيعون اكتشاف الطفل الموهوب ويعتبرونه في بعض الأحيان مشاكساً ومشاغباً, وإحدى الدراسات بينت أن أحد أسباب فشل الطفل رغم موهبته يكمن في عجز المعلم عن فهمه, وأحياناً إحباطه بطريقة التعامل القاسية.
وهي ترى أن على المعلم اعتبارهم أبناءه حتى يستطيع التعامل معهم ورعايتهم, وتطوير موهبتهم.
وأيضاً من الضروري الاهتمام بمواد الرسم والرياضة, والموسيقا, والتي ينظر إليها نظرة دونية رغم دورها الهام في تنمية شخصية الطفل وتجديد نشاطه, والترفيه عنه, وإعطاؤه التوازن لبقية مواد المنهاج.
وعن كيفية اكتشاف الموهبة قالت أن المنظمة تعمم على المدارس سجلاً للمتفوقين والموهوبين رغم التخوف من ألا يعطي المعلم أهمية لاكتشاف المواهب أو لا تكون لدية دراية باكتشافها, وليس من الضروري أن يكون الطفل من الأوائل حتى يعتبر متفوقاً وموهوباً, وأشارت إلى أن المنظمة تقوم بتنظيم مسابقات على مستوى المدرسة ثم المنطقة والفرع, وعلى مستوى القطر, وتكرمهم كما تقيم معسكرات تطبيقية لهم, وقد لوحظ عزوف الطلاب عن المشاركة في هذه المعسكرات, وعزت الأسباب إلى دور الإعلام الضعيف وإهماله التعريف بهذه النشاطات, وهكذا فالتفوق والإبداع لدى الطفل يحتاج إلى تكامل في الأدوار بين الأسرة والمدرسة والمنظمة..
مداخلات الحضور
وكان المميز في هذه الندوة, الحضور الذين أبدوا ملاحظات تلخصت في عدة نقاط أهمها:
- أن بعض المعلمين يدفعون الطفل إلى كراهية المدرسة بسبب طريقة التعامل ما يؤدي إلى كبت مواهب الأطفال وعزوفهم عن المشاركة في النشاطات.
- صعوبة المنهاج ما يقتل الوقت ولا يستطيع الطفل أو الأهل التفرغ لرعاية الموهبة.
- هشاشة شخصية الطفل وعدم قدرته على اتخاذ قرار وخوفه من المحيط, بسبب أساليب التربية التي يتلقاها سواء من الأهل أو المدرسة.
- المطالبة بالتركيز على دور الأب لأنه صاحب القرار في المنزل وهو الذي يتحمل النتائج, وعندما لا يوجد أب حازم, نادراً ما ينجح الطفل.
- التركيز على دور الإعلام, وادخال التلفزيون كبعد تربوي جديد لأنه من غير الممكن عزل الطفل وحتى الأسرة عن هذا الجهاز.