كنت أحزن عليه ولا أعرف كيف أخفف عنه ,
مشكلته , أو إحدى مشكلاته أنه يحس بالأيام كثيراً وتحطمه هذه الأيام رويداً رويداً , فيضحى تائهاً وتتتالى أحزانه .
رغم عشقه الغريزي للحياة , ورغم أنه طفل مليء بكل صخب الحياة , إلا أنه يشعرني أحياناً أنه بعيد عن الحياة وأنها بعيدة عنه .
يشعرني أنّ الحياة بالنسبة له توأم الألم وفلسفته أنها تبدأ طيفاً وتنتهي سراباً ... وأنها شرخ في أعماقه ...
يدعي فهم الحياة ... ويفاجئني أنه يدعي العقلانية , وفي أعماقه يصدق خرافة فارس الأحلام وسيدة العشق ..
ويشتاق أن يكون ذاك الفارس وأن يشد جدائل شعر حبيبته بالياسمين , ويصافحها في أول الصباح من على فرسه , فتعانقه إلى أن تجري بينهما ينابيع الهوى ... يسمعها شعراً , ويرسم لها الحب كلمات , ويبني لها من المفردات مدينة حياة .. يعيد الدم إلى عروقها وخدودها ...
ويشتاق لباقات الورد , فليس أجمل من الورد بين يديها , يحبها , فيطوقها لا بعقد الياسمين بل بحدائق عشق ..
يحب أن يتمعن في سماع نبرات صوتها ...
ويوفر لها الطمأنينة في هذه الحياة المتقلبة والقاسية , يريد امرأة يقتحم عيونها ... لتصير حياته أحلى معها ... ويصير اسمها حقاً حياة ...
فهل تراه يجدها ..???