تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


انتخابات أميركا.. بين الدين والسياسة!

لوموند
ترجمة
الأربعاء 9/1/2008
ترجمة: سراب الاسمر

لكي لانغير في المشهد الديني لكوننا في أيام الميلاد, هاتوا لنرى الرابط بين الدين وانتخابات الرئاسة الامريكية. من الجدير بالذكر هنا أنه ستدرج أسماء المرشحين الديمقراطيين والجمهوريين

الأولية في الثالث من كانون الثاني الحالي بمنطقة ايوا (iowa) ومن الملاحظ أن جميع المتنافسين يرجعون في خطاباتهم السياسية إلى نصوص الكتاب المقدس.‏

فليس من جديد في الولايات المتحدة, إذ إن مفهوم فصل الكنسية عن الدولة غير وارد في السياسة الأميركية كما هو الحال في فرنسا- ففرنسا منذ تتويج نابليون استطاعت فصل الدين عن الدولة ولايزال جدلا واسعا يثار حول احترام السلطات الشعبية لهذا الجانب من الأطلسي الذي تحدث عنه جيفرسون, وهو الرئيس الثالث الذي حكم الولايات المتحدة الأميركية.‏

اقترح الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في خطابه الذي ألقاه مؤخرا في روما بقراءة علمانية هي أقرب إلى التقليد الأميركي من التاريخ الفرنسي.‏

مع ذلك دعونا نتمسك بالصور المرجعية, فوجود أميركا دينية لاتتقابل مع أوروبا ذات الكنائس الضخمة جدا والملهمة جدا, وهذا كما قال ميت رومني عضو في طائفة دينية أميركية أنشأها جوزيف سمت عام 1830 وأباحت تعدد الزوجات من البدء- وحاكم سابق في ماساشوست ومرشح جمهوري للرئاسة أما دينيس لا كورن فيذكر في كتابه الدين في أميركا وجود توجهين في الولايات المتحدة وكلا التوجهين استوحيا أفكارهما من الرواد الذين كانوا يجدون في أميركا صهيونا جديدا ومن الآباء المؤسسين المعجبين بالتنوير: أحد التوجهين جاء وريثا لتطورات سريعة لتدين إنجيلي يسعى لإعادة تنصير الأمة الاميركية منذ القرن التاسع عشر والتوجه الآخر جاء نتيجة العقلانية ووثنية التنوير, غير متردد في تطهير المكان العام للايقونات الاكثر قداسة في الديانة المسيحية.‏

التوجه الاول دفع نحو النجاح مجددا منذ استلام ريغن للحكم في سنوات 1980 رونالد ريغن كشخص لم يكن دينا , لكنه كان يعلم بعد جيمي كارتر- أن الجمهوريين لن يتمكنوا من الوصول إلى البيت الابيض ما لم يحصلوا على دعم حزام الكتاب المقدس حيث الأغلبية في هذه الولايات الانفصالية- انفصال الولايات الجنوبية في أميركا عن ولايات الشمال- هم من الأصوليين الانجيليين?!‏

أما جورج بوش الذي صرح أنه ولد ثانية- مبدأ ديني- بعد لقائه بالقس بيللي غراهام عام ,1985 انجرف في هذا التيار مشكلا تحالف اليمين الجمهوري مع المسيحيين الأصوليين بالتأكيد. بفضل الانتهازية السياسية وأيضا لقناعته أن الله الى جانبه في اللحظات الهامة كتلك التي يقرر فيها الحرب والسلام.‏

هذا العام يتنافس مرشحان جمهوريان على الساحة الدينية.‏

المورموني ميت رومني توجب عليه أن يفسر أن انتماءه الى كنيسة قديسي الأيام الاخيرة- التي تنادي بتعدد الزوجات على سبيل المثال- لا يتعارض مع القضاء الأعلى, والمرشح الآخر ما يك هو كابي حاكم سابق في أركاناس مثل بيل كلينتون وهو قس معمداني معروف باعتباره قسا تلفزيونيا يلوح بكلمات الكتاب المقدس لإقصاء خصومه عنه وقد نجح خلال أسابيع- حسب الاحصاءات- بالتبؤ بالتسمية للحزب الجمهوري.‏

يوم الانتخابات سيؤثر اليمين المسيحي- الذي شكل ربع الناخبين تقريبا والذي صوت 80% منهم لصالح جورج دبليو بوش عام 2004 سيؤثر على النتائج.‏

كما يدرك الديمقراطي بيل كلينتون ذلك جيدا. وقد أشار كريستوفر كولدويل من الفايننشال تايمز أنه خلال فترتي رئاسة كارتر توجه ثمانية وعشرين مرة إلى رعايا الكنائس وبعد فضيحة لوينسكي أبدى ندمه أمام مجمع القساوسة وبدا زمن جون كينيدي بعيدا عن هذا الارتباط بين الدين والسياسة هو أول كاثوليكي يستلم رئاسة البيت الابيض- حيث كان يعتبر الانتماء الديني للرئيس مسألة خاصة.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية