فوجود الكائن الطليق هو أمر بديهي لمن يريد أن يكتب وأن يكون لديه نوعان من الذئاب: قابعة, مخبأة, مموهة, وأخرى منفلتة, متهورة, مباغتة, لنجد ذلك التوازن العميق الذي تتقنه فقط أقلام الأدباء الكبار فحين يكتب أحدهم عن صيد التمساح سيكتب لأنه رأى ذلك المشهد بأم عينيه وحين يكتب أحدهم عن سكون الصحراء, سيفعل من وحي هدوء, حدث وأن عايشه, وحين يكتب عن قصة حب, سيتقن ذلك لأنه حدث وكان هو ذاته في قصة حب..لهذا ثمة مصطلح أدب عالمي ومصطلح آخر اسمه: أدب محلي?!!
حيث شاعر يتغنى بجمال امرأة نكاد نظنها أنجلينا جولي, في الواقع هي أكثر تواضعاً من ذلك بكثير لهذا تأتي الجمل والعبارات مصنوعة ومنسوجة, وبرداءة?!
ألا يفطن أحد الى أنه في مجال الأدب يمكن للمدعو: أديب أن يظل مجرباً في الأدب عشر سنوات مثلاً يتحمل خلالها القراء تجاربه ويقيسون مدى تطوره الى أن يأتي العمل الكامل. وهذا طبيعي وحدث مع أهم وأشهر أدباء العالم كماركيز مثلاً..لكن أيضاً للتجربة عمر محدود وبعد أربعين سنة مثلاً أو ثلاثين أو عشرين ألا يفترض أن يبهرنا هذا الأديب المجرب بعمل ما..لكن ماذا إذا كان مستواه على ما هو عليه..رداءة تلو الرداءة..
أليس الأجدى لنا والأشرف له أن يتقاعد كأن يتحول الى ناقد وننتهي من إبداعات خباياه المتراكمة والمقالات المدائحية والتزكيات الكثيرة التي تتدفق من أقلام الأحباء والأصدقاء..ويظل الحال هو هو..القراء مقلعون عن قراءة المحليات ووحده الأدب المترجم..يحظى بشرف القراءة..